لمدة خمسة ايام اي منذ الثلاثاء الماضي يقبع سكان محليتي المناقل و٢٤ القرشي التابعة لولاية الجزيرة في ظلام دامس نتيجة لانقطاع الكهربائي، بسبب سقوط ابراج من خط الضغط العالي الناقل للكهرباء، هذه مأساة حقيقية تعيشها أكبر كثافة سكانية في ولاية الجزيرة، وقد ترافق انقطاع الكهرباء مع انقطاع خدمات المياه فاصبحت الطامة طامتين، فأين السيد وزير وزارة الطاقة؟ اين إدارة الكهرباء؟ واين والي ولاية الجزيرة من هذه الازمة؟
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها ابراج الضغط العالي المغذية لكهرباء المناقل والقرشي، اذا حدث فيها سقوط في مايو ٢٠١٩، ثم في سبتمبر ٢٠٢٠، ثم يونيو ٢٠٢١، ثم ها هي أربعة ابراج تسقط في يوليو ٢٠٢١، وهي بالتالي مشكلة متكررة توضح ان الانقطاع الراهن ليس الأول ولن يكون الاخير اذا تمت معالجته بنفس الطريقة السابقة.
الاخبار تضاربت بشأن الأسباب التي أدت إلى سقوط ابراج الضغط العالي، فهناك من يرجعها إلى الأمطار والعواصف والزوابع الرعدية، وهناك من يرجعها إلى سرقات متعمدة لمسامير ربط الابراج بواسطة اللصوص والمخربين، وهناك من يرجعها إلى ضعف وهشاشة الخام المصنوعة منه هذه الأبراج. الوصول إلى الحقيقة يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات التنفيذية الثلاث، وزارة الطاقة، الولاية، إدارة الكهرباء، لإجراء تحقيق عاجل وشفاف لمعرفة السبب الذي يقود إلى السقوط المتكرر لهذه الأبراج، فما يحدث من سقوط لهذه الأبراج في هذه المنطقة بالذات يختلف مع ما يحدث في بقية الأبراج في مختلف بقاع السودان مما يستدعي الوقوف عندها.
عليه نطالب السادة وزير الطاقة ووالي ولاية الجزيرة وادارة الكهرباء باجراء تحقيق عاجل وشفاف حول أسباب السقوط المتكرر لابراج كهرباء المناقل والقرشي، والوصول بصورة علمية إلى الأسباب الحقيقية التي تجعل هذه الأبراج وكأنها (عيدان قصب) وليست ابراج حديد، عرضة للسقوط بسهولة وبصورة متكررة لا تشهدها بقية الأبراج المماثلة في بقية بقاع الوطن، من حق هذه المنطقة التي تعاني اصلا في الطرق والمياه والصحة والتعليم ان تجد على الاقل اهتماما في الكهرباء، فهل من مجيب ايها السادة؟
يوسف السندي
sondy25@gmail.com