واعترافاً بدور الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا البطل الشعبيّ الذي كان محور حديث الناس في زمانه، إذ وهب حياته للقضية الإنسانية التي آمن بها ومنحها عمره ثمناً لتحقيقها، و قاوم الفصل العنصري الذي كان يمارس في بلاده، والذي عرف بإسهاماته في حل النزاعات والعلاقات العرقية وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها والمصالحة والمساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال وسائر الفئات المستضعفة وتحسين أحوال الفقراء اعترافا منها بدور
هذا الزعيم، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 نوفمبر2009م ، أن يكون يوم 18 يوليو من كل عام، يوماً دولياً لنيلسون مانديلا والذي يصادف اليوم الذي ولد فيه .
وأعربت الجمعية العامة في قرارها A/RES/64/13 عن تقديرها لما يتحلّى به نيلسون مانديلا من قيم وتفانٍ في خدمة البشرية وتعزيز العدالة الاجتماعية، كما اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإسهامه في الكفاح من أجل الديمقراطية على الصعيد الدولي وفي الترويج لثقافة السلام في شتى أرجاء العالم.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لنيلسون مانديلا ، طالبت الأمم المتحدة من كل أفراد الإنسانية الاقتداء بما حققه مانديلا وإحداث تغيير في مجتمعاتهم نحو الأفضل، وأشارت إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لنيلسون مانديلا تحفيزاً للمناضلين الشرفاء الذين يضحّون من أجل ردّ الظلم عن شعوبهم ولا يعبؤون بما يلاقون من أجل إرساء القيم النبيلة.
وقال معهد جنيف لحقوق الإنسان في كلمته بهذه المناسبة إنه إذ يحتفي بهذه الذكرى يؤكد تضامنه مع صوت الهيئات الأممية التي تدعو جميع سكان العالم لإحياء ذكرى السنوات السبع والستين التي كرّسها نيلسون مانديلا لمكافحة العنصرية والدفاع عن حقوق الإنسان.
وأشار المعهد إلى أنه يحيي ذكرى اليوم الدولي لنيلسون مانديلا لهذا العام بمحاضرة تقدمها سفيرة جنوب أفريقيا بالسودان يوم 29 يوليو الجاري عن الرمز الإنساني نيلسون مانديلا، وقال المعهد إن رسالته من خلال الاحتفال بهذه المناسبة أن تتوحد كل الدول والمنظمات والمؤسسات الرسمية وغيرها ضد كل أشكال التمييز العنصري القائم على أساس اللون أو الجنس أو العرق أو الدين، وناشد المعهد الدول التي ما زالت تمارس التمييز العنصري بمسميات تحمل في ظاهرها الرحمة وتخفي في باطنها العذاب بأنّ بني الإنسان أينما كانوا يشتركون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات، وبالتالي حرمان أيّ فرد من أفراد المجتمع الإنساني من حقوقه الطبيعية تحت أيّ لافتة أو مسمّى يغرس في قلب المضطهد سمّاً ويخلق منه وحشاً مفترساً ممتلئاً حقداً وكراهية على كل من سلبه حقه الإنساني من كرامة وحرية.
وحيا المعهد كل الذين قاتلوا وناضلوا وما وهنوا من أجل بسط العدالة والحرية والكرامة في أرجاء المعمورة كافة، واشار إلى أنه قد لاحت في الأفق القريب معالمها في كثير من شباب اليوم وقد تجلت من خلال ثوراتهم ضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان، وقال إن هذه بشرى تعيد الأمل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي غايتها أن يعيش الإنسان آمنا حرا ومكرما.