استمتعتُ، اليوم (السبت 24 يوليو 2021م)، وأنا أتابع عبر الفضائية السودانية تدشين احتفالية وردى ٢٠٢٠
درجت على القول والكتابة إننا نحن النوبيين أكثر من استمتع بأعمال العملاق محمد وردى الموسيقية؛ لأننا وحدنا كنا نفهم أشعاره وألحانه النوبية. هذه حقيقة، والحقيقة الأخرى أن صوته كان أكثر عذوبة وطراوة حين يغنى بالنوبية؛ ببساطة لأنه كان يلحن ويغنى كلماته، لذا كان المؤهل الأول للأداء.
استمتاعنا بوردى زاد حين شاركنا السودانيون والعالم في إبداعاته حين صار فناناً قومياً . لعل قمة الإبداع عند وردى ليس ببعيد عن موسيقاه هو انتقاؤه للكلمات التى لحنها وتغنى بها.
كان وهو يلحن ويؤدى يعطيك إحساساً بأن ما يتغنى به من كلماته. اليوم وفى احتفالية التدشين تجسد أمامى وردى آخر حين استمعت لمداخلة المفكر القانوني والشاعر والكاتب الأستاذ كمال الجزولى.
هذا الرجل جسد لنا وردي آخر . وردي المشروع في ذاته. ووردى صاحب مشروع الغناء الرومانسي، ومن بعد حين اكتمل انتقل إلى مشروع الغناء الثوري.
كبير هذا المفكر، وارتقى أكثر حين تحدث عن كبير آخر . ليست المرة الأولى التى انبهر فيها بحديث هذا المفكر الكبير . أبهرنى حين تحدث يوماً عن صديقه الصادق المهدي . تجسد أمامي صادق آخر غير الذى عرفته.
كان التدشين موفقاً. لو سارت الخطوات التالية المسار ذاته، إذن، نحن موعودون بعام لوردي فيه كثير من الإنجازات، لعل أبرزها قيام مركز وردي للثقافة والفنون.