كشفت تقارير صحفية عن وصول صادرات السودان من الماشية الي 600 الف راس خلال الاسبوعين الماضيين للملكة العربية السعودية ، وهذا الحجم من التصدير يؤكد قدرة وزارة الثروة الحيوانية من وضع تدابير حاسمة لازمة الصادر بعد ان عانت من مشكلات عميقة تسببت بارجاع عشرات البواخر لضعف مناعة الماشية،
وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو دعا إلى ضرورة وضع برنامج متكامل ورؤية مشتركة لتطوير قطاع الثروة الحيوانية بمشاركة المنتجين والمصدريين
واكد اهتمامه بهذا القطاع الحيوي لدي مخاطبته تجار ومنتجي الماشية بسوق المويلح بأمدرمان ودعا لضرورة الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية ابتداءاً من المنتج وصولاً الى موانئ التصدير الخارجية مشيراً الى جملة من التحديات التي تواجه القطاع من بينها نقص الخدمات البيطرية وضعف برامج تدريب المنتجين وعدم الاهتمام بتحسين السلالات وغيرها من المشاكل التي تواجه القطاع مشدداً على أهمية وضع دراسات بمشاركة خبراء من الداخل والخارج لوضع الحلول العلمية لمواكبة العالم واكتساب ميزات تنافسية وفقاً لمعايير الجودة
وانتقد دقلو الاهمال الكبير الذي تواجهه أسواق المواشي في السودان وخاصة سوق المويلح بالرغم من مساهمته في توفير أموال كبيرة لخزينة الدولة داعياً وزارة الثروة الحيوانية وحكومات الولايات الى الاهتمام بتحسين بيئة الأسواق وتوفير الخدمات الأساسية لها وتطويرها لتواكب العالم، الى جانب دراسة الأسباب الحقيقية التي ساهمت في إعادة عدد من البواخر التي تحمل صادرات المواشي السودانية من دول التصدير، مؤكداً اهتمامه الكبير بقطاع الثروة الحيوانية بوصفه الذراع الثاني الذي يقوم عليه الاقتصاد الوطني.
من جانبه أقر وزير الثروة الحيوانية بوجود اختلالات كبيرة تواجه قطاع الثروة الحيوانية مشيراً الى ان الوزارة عانت ولفترات طويلة من الإهمال
وكشف عن ارجاع ٤٢ باخرة من صادر الثروة الحيوانية خلال الفترة السابقة قبل توليه الوزارة دون ان تشكل ولو لجنة تحقيق واحدة حول هذا الامر مؤكداً انه بدأ في مراجعة الأسباب التي أدت الى ارجاع هذا العدد من البواخر بمساعدة التجار والمنتجين، وأشار الى ان حجم الصادر خلال الفترة القصيرة الماضية بلغ ٢٥٩ مليون دولار ..
ويقول المحلل الاقتصادي النذير يعقوب ،ان الاقتصاد السوداني يعول كثيرا على إيرادات الصادرات الحيوانية لبناء احتياطي نقدي من العملات الأجنبية لمواجهة الاحتياجات الأساسية للاستيراد من الخارج.
وتعد السوقين المصرية والسعودية من أكبر الأسواق التي تستقبل صادرات الماشية الحية واللحوم السودانية.
واستأنف السودان في يناير الماضي صادرات الماشية إلى المملكة العربية السعودية وفقا للاشتراطات الصحية التي تطلبها السعودية. ويعمل عدد من الشركات المصرية والسودانية على تصدير اللحوم المجمدة إلى القاهرة عبر المعابر البرية على الحدود بين البلدين. وتقدر إحصائيات الثروة الحيوانية في السودان بحوالي 110 ملايين رأس من الماشية، وأكثر من 30 مليون رأس من الضأن، ومثلها من الماعز.
وبدأت الحكومة الانتقالية في السودان عام 2020 في إعادة هيكلة وتطوير لقطاع الثروة الحيوانية، لرفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز الصادرات إلى الدول العربية لدعم الأمن الغذائي العربي.
وتعول المنظمة العربية للتنمية الزراعية على قدرة قطاع الثروة الحيوانية في السودان على سد فجوة اللحوم الحمراء في الدول العربية إذا ما اتخذت إجراءات محكمة لرفع كفاءة الإنتاج.