أعلن المؤتمر الطارئ للحركة الشعبية- شمال- الذي انعقد بجوبا، اختيار تلفون كوكو ابو جلحة قائدا لها، وعزل القائد عبد العزيز الحلو.
واتهم المؤتمرون الحلو بالتسبب في مقتل أكثر من ثلاثة ألف مقاتل نتيجة سوء تخطيطه للمعارك وعدم استماعه للنصيحة، وكما فشل في إدارة إثنية النوبة وقسمها وانحاز إلى بعضها مما أدى إلى القتال بينها.
بهذه الخطوة اضحت الحركة الشعبية شمال في مواجهة حاسمة بعد ان اجمع المؤتمرون علي فشل عبدالعزيز الحلو في توحيد ابناء النوبة ،
واتهم تلفون في كلمة امام المؤتمر الثلاثي “عقار، عبدالعزيز، عرمان” بالتسبب في تمزيق الحركة الشعبية وتشتيت كوادرها بالفصل والإحالة إلى المعاش والإقصاء، وأضاف “ليس هذا فحسب بل بالإضافة إلى ذلك ما قام به عبدالعزيز الذي سطا على البرنامج ليخلق الفتنة الكبرى في تاريخ السودان من خلال برنامجه الشيطاني المتطرف الذي تعدى به على الحقوق الدينية للآخرين
والمأزق الراهن ليس امام الحركة الشعبية / شمال وحدها بل امام مصير المفاوضات التي تقودها الحكومة الانتقالية ومالآت هذا الصراع علي خطوات السلام المنتظر ، وتطرح العديد من السناريوهات حول ابعاد الصراع وتاثيراته علي واقع جبال النوبة ، ومن خلال الاجواء التي سادت الخلافات فان المازق الكبير سوف ينعكس علي التيارات المتصارعة بعد ان تحول الي صراع إثني اي ما بين مكونات النوبة وغيرها من إثنيات تشاركت سنوات القتال
ويذكر الكاتب ادم جمال احمد ، بعد تسلم عبدالعزيز الحلو للقيادة فى جبال النوبة بدأ فى تصنيف قيادات النوبة ، التى يمكن أن تشكل خطراً عليه أو تعكر إنفراده بالقرار ، فأبعد القيادات التى إنضمت للحركة الشعبية من السابقين فى الجيش السودانى أو الشرطة من مراكز القيادة ، وقرب إليه غير المتعلمين لأنهم ينفذون أوامره بدون تردد ، فتولى منصب نائب الوالى في ولاية جنوب كردفان ، وإمتد نفوذه داخل الحركة الشعبية وجبال النوبة وأصبح صاحب قرار وسطوة ، وشرع فى تصفية وجود ونفوذ المناوئين له ، فبدأ بسلسلة لجان تحقيق وبلجان مخالفة لدستور الحركة ، حيث كانت اللجان تفصل الأعضاء قبل التحقيق معهم ، وفصل (37) قيادياً وأبعد آخرين لصالح إعادة شعبيته وشرع فى فتح بنك جبال النوبة لإعطاء الأمل للمواطنين. وتلك الخلفية التاريخية اسهمت في توسيع الشقة بين الحلو ومكونات النوبة في الحركة الشعبية
بينما يذكر صديق منصور الناير في مدونة ، ان الحلو لازمة الخوف من قيادات الصف الأول من جبال النوبة بل حتى من الكوادر والنخب السياسية في الحركة الشعبية لذلك رفض التصالح معهم بعد أن تخلص من رفيقه … ولا زال الحلو وحاشيته يختبؤن من مواجهة الحقائق بدفن الرؤس في الرمال كالنعام لذلك ضحى بكل الكوادر حتى من المقيمين في دول المهجر خاصة الذين ساهموا في الترويج عن مشكلة جبال النوبة للرأي العام العالمي منذ بداياتها حتى الآن ليس هذا فحسب بل يتخوف حتى من معالجة إشكاليات الجيش الشعبي وقياداته المتبقية في جنوب السودان وهذه قصة طويلة لا مجال لبحثها هنا لكننا سنتناوله في منبر خاص لاحقاً . ويبدو أن الأنانية و الخوف من المستقبل السياسي للحلو هو الذي غيب حكمتة لإدارة هذا المشروع الكبير وواضح أن ثوار دارفور قد إستفادوا من تجاربهم السابقة أكثر من الحلو رغم حداثتهم عهدهم
.
ثالثاً / رفضه المصالحات لترتيب أوضاع الحركة الشعبية الداخلية وبذلك غض الطرف عن الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة والموجود في جنوب السودان حتى الآن بالإضافة للقيادات الإستراتيجية التي تقوده وكأن ذلك لا يعنيه، ففي رأينا كان من يفترض أن يلملم كل مكونات التي تساقطت من الحركة الشعبية بفعل سياساتهم بعد المفاصلة والإستقالة والآن يريد التفاوض والدخول بدون ترتيب أوضاع هذه القوة ومعرفة مصيرهم هذه حقيقة يؤكد ضعف الحلو وخوفه من مواجهة الواقع السيئ الذي سببه هو بنفسه في الحركة الشعبية وفي صراعة على القيادة رغم توفر كل مقومات النجاح لذلك ومن الواضح أن مسألة علمانية الدولة أصبح من الأمور المرحب بها خاصة من قبل الطبقات المستنيرة في كل السودان وذلك لقطع الطريق أمام المتاجرين بأسم الدين من قيادات الإسلام السياسي إلا أننا تأكدنا من أن الحلو يتمسك بهذا الخيط الرفيع ليكون طوق نجاة له بعد أن فشل في إدارة مشروع السودلن الجديد تزامن ذلك بالضربة الكبيرة الغير متوفعة والتي تفاجأ بها وهو نجاح ثورة الشباب السلمية في الإطاحة بإمبراطورية الجبهة الإسلامة في السودان والمؤسف هو أنه أي الحلو وجماعته لم يستوعبوا هذه الدروس المجانية حتى الآن. فبدلا من الدخول المباشر في التفاوض لإنتزاع الحقوق التي خرج من أجلها أبناء المنطقتين درج ليتحاجج بالعلمانية وإلا فحق تقير المصير هو خيارهم الأخير مع العلم أنه يدرك تماماُ بأن حق تقرير المصير متطلباته