عندما وصلنا لمزرعة تحوي مسلخا في ضاحية في مدينتنا لاقتناء خروف العيد خرج إلينا صاحبها الشاب الأذري “من أذربيجان” يصحبه كلبه العاتي الذي هر في وجوهنا فأحكم ربط سلسلة رقبته في موضع معد، وفتح لنا بوابة الدخول الشبكية، فنزلنا من سيارتنا، فرحب بنا فقد جئناه قبلا ويعرفنا.
تبعناه لمرعى خرافه زاهي الاخضرار خلف شقته الريفية الباذخة فجمعها لنا فاخترنا ما راق لنا واتفقنا على الموعد الذي سيوافينا به في البيت جاهزا، وتبادلنا أرقام الجوالات، وزودناه بعنوان دارنا.
عند انصرافنا قلت له:
لا رغبة لنا في رأسه وأحشائه، واقترحت تقديمهما لكلبه الشرس فضحك عاليا وهو يقول:
إن كلبي يتناول يوميا 3 كلجم لحما صافيا على ألا يكون بايتا ولا ٱتيا من ثلاجة فضحكنا.
عندما رويت ما قاله الأذري في لمة العيد، قال أحد الضيوف: إن إفريقيين هما بسرقة إحدى تلك المزارع ذات مرة بعد أن درسا برنامج صاحبها وموعد خروجه صحبة كلبه مساء.
وصلا الموقع في الموعد المتفق عليه، فقفز أحدهما لداخل المزرعة، ولسوء حظه كان الكلب موجودا وقته على غير المعتاد، فنهشه إربا إربا وفتك به، ولم يكن أمام زميله المنتظر بالخارج سوى أن يلوذ بالفرار على دراجته مسرعا يستبد به الرعب.
قلت:
إذن كلب الأذري يستاهل ال 3 كيلو يوميا.
بل أكثر
لكن كم من البشر لا يجدون نصيب كلبه اليومي في عام؟!
وطرأ في بالي حال كلاب قرانا وحلالنا البئيس’ التي قد لا تجد ما يسد رمقها أياما.
أنور محمدين
سياتل