كغيري من المهتمين بحركة الفن في بلادنا .. وكغيري كنت ارتبط بعلاقة قوية جدا جمعتني بالراحل المقيم إمبراطور الغناء في بلادنا .. وبخاصة حين وفقنا الله تعالي في إنجاز مهمة إحضاره الي الدوحة لزراعة الكلى في العام ٢٠٠٢م، حين كنت اعمل بدولة قطر ، وقد تشرفت وقتها بمعرفة كل ابنائه حين حضروا إلى الدوحة في ذلك الزمان للوقوف مع والدهم.
وكنت بعد ذلك قد نشرت عشر حلقات توثيقية في عدة صحف عربية وسودانية وبالوسائط المتاحة متحدثا عن مسيرته الفنية. فقد تابعت فعالية تدشين احتفال اللجنة المكونة بالداخل والخارج وذلك بقاعة الصداقة، وبحضور لفيف من المسؤولين بالدولة، وفي مقدمتهم د. عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء .
وقد سعدنا جدا بمثل هذا العمل بالرغم منه لم تتم دعوتنا له، برغم علاقتنا التي كانت متينة مع الراحل المقيم، بما في ذلك معرفتنا برئيس اللجنة بالخرطوم منذ سنوات عديدة بالدوحة في تلك الايام. لكنني فوجئت وانا اطالع ما خطه يراع الموسيقار عبدالوهاب وردي والذي كان من ضمن المتحدثين في حفل التدشين بالقاعة، حيث كتب في حسابه بتطبيق فيس بوك منتقدا طبيعة تكوين اللجنة، التي اعتبرها لجنة تعتمد علي البعد الرسمي الحكومي، وليس علي المد الشعبي الذي كان يؤمن به وردي. كتب الاستاذ عبدالوهاب ما يأتي :–
إلى اللجنة العليا لعام محمد وردي 2022م …تحية واحتراما… كتبت هنا وقبل اكثر من أسبوع مقالة أعبر فيها عن مساندتي وتعاوني التام معكم من موقعي كفرد من أسرة الراحل المقيم كبير الفنانين والدي..محمد عثمان حسن وردي(له الرحمة والمغفرة ). وأيضا كموسيقي باعتباره واجبا علينا و( لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )، وايضا رحبت بتعاون حكومة السودان معكم باعتباره أيضا واجبا عليها لكن من خلال متابعتي لأعمال مناديبكم هنا وتحركاتهم واحتفال ليلة البارحة في قاعة الصداقة ان المشروع العظيم هذا قد أخذ في التحول من مشروع أهلي وشعبي بصبغة أهلية خالصة إلى مشروع حكومي بصبغة سلطوية خالصة أيضا وهنالك فارق كبير بين(تعاون الحكومة معكم ) وبين ان تصبغ الحكومة المشروع بصبغتها والوانها غير المرحب بها في المشاريع والبرامج ذات الطابع الأهلي والتطوعي. ومحمد وردي هو قيثارة الشعب منذ استقلال البلاد وحتى الساعة وربما إلى قيام الساعة، فكيف تسمحون لأنفسكم بالتماهي والتداخل مع سلطة تناقض اقوالها أفعالها ولا تقيم وزنا لدماء الشهداء، بل جندلت الكثيرين من شبابنا برصاصاتها الغادرة؟ولا تهتم بمعاش الناس ولا بمواثيق الثورة مع إنها أتت الى السلطة على اسنة رماح الثوار والكنداكات الذين باعتهم بثمن بخس؟
لا اظن ان قيثارة الشعب سيكون سعيدا في عليائه بما تفعلونه وارجو ان تراجعوا انفسكم وتستمعوا إلى نصح الناصحين( وهم كثر ) وان يعود المشروع الى مجراه الطبيعي مجرى نهر الشعب وقيثارته وثورته العظيمة، والشعب قادر بمحبته لوردي وبماله وبجهده على إنجاح عام كبير الفنانين وبناء مركز محمد وردي الثقافي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وامنياتي لكم بالتوفيق والنجاح..