البلد(معيدة) ما زالت، ولله الحمد..وجب انتقاء ما يشيع السرور ومنه حديث المبادرات المحبب فى أجواء عيد للفداء عنوانه(الإقدام)وكل عام وانتم مبادرين..من المبادرات ماهو قابل للترويج لتصبح البلاد فى حالة(نفرة تفاؤل) ثم(مخاض)يفضي الى(مبادرة المبادرات)للخروج كليا من دائرة مغلقة ظلت عصية،وهذا ما تمخضت عنه تجارب دول اخرى.
(اخبارالعيد)تبدو كحالة(تشبث)بالأمل واحتفاء بمبادرات اصبحت فجأة(سيدة الموقف)..على الشريط الاخباري بالتلفزيون(نائب مدير جامعة بحري يمتدح المبادرة المجتمعية التنموية للطريقة السمانية،سجادة خور المطرق)..وخبر لمنظمات توزع مساعدات تنتزع الابتسامات..وللمغتربين والعائدين لولاياتهم مبادرات تجدد حكاية(البيت الكبير)-السند..و(خيركم من يبدأ السلام)مبادرة تكسوها(مآثر)لمجتمع استعاد مجده بالعيد..وفى الامر مبادرة(اخلاقية)فجرها رجل حرب وسلام كشف ما لم يخطر ببال(الإشاعات إخترقت قواته)!. فسارع يستدعي سلاح( الاخلاق)!.
فى الخبر فكرة طموحة تتناسب مع المكان(جامعة الخرطوم) ومع كونه رجل مهمات صعبة(دكتور الهادي ادريس) رئيس الجبهة الثورية..لقد دعا إلى(إعلام واع يشكل أساس الدولة القوية)..نعم(اعلام واع)و(دولة قوية)..فماذا تبقى؟!..المسألة تنبىء عن (مواجهة)بالوعي لأشياء غامضة،سد النهضة،كورونا،(أخبار زائفة)تعربد بالفضاء،وإشاعات استدعت المكافحة بسلاح(الأخلاق)كما أفتى محارب يتصدر السلام اختار مواجهة ما تعرضت لها قواته بمنهج علمي(أخلاقيات الإعلام).
تزامن هذا المنحى القيمي فى مواجهة التفلتات مع(قرار)أهاج(الصحافة الالكترونية)وكشف أنه لا أحد مع المعالجات(الفوقية)..إن الروشتة المعتمدة عالميا هي(أخلاقيات المهنة)..وخبير سوداني هو بروفسور علي شمو أفتى مبكرا(البديل لا العويل)..فما البديل للاشاعة غير الحقيقة التى هي مسألة أخلاق؟!.
الرجوع لاهل الاختصاص فضيلة..قبل ورشة جامعة الخرطوم هذه شهد برج الاتصالات ندوة حول الاخبار الزائفة تنادى اليها خبراء من اتحاد اذاعات الدول العربية واثمرت توصيات ناجعة لمعضلة تقلق البلاد والعالم..الإتجاه الغالب هو تجنب أي قرار لا يستعصم بقيم المجتمع..وشهدت الخرطوم ذاتها ورشة نظمتها جهة عالمية مختصة بالاعلام ناقشت وسائل التصدي للاشاعات والتفلتات الفضائية،فاستوقفني من قال ساخرا(تصوروا لو دخل علينا الآن من يرانا نحتمي بالقوانين من شرور المتفلتين عبر وسائل التواصل،فماذا يقول عنا؟!)..وكان الرأي الغالب ايضا التعويل على الأخلاق.
الاخلاق،الاخلاق!..معضلة أم حل؟!..هناك دراسات تبسط مسالة الاخلاق فى انها تعني(المصداقية)..شىء مضمور فى البشر،وهو غاية الرسالة الخاتمة(إنما بعثت لأتمم مكارم الإخلاق)..وعلى مستوى الدول نجد أن(مواثيق العمل) تتصدر ضمانات السلامة من تفلتات منصات تمرح فى الفضاء بلا رقيب، بلا ضمير..صفوة القول(إذا لم تستح فافعل ما شئت)!.
(عليهم أن يخجلوا من أنفسهم)!..قالها رئيس وزراء بريطانيا لمن أججوا وسائل التواصل بإساءات عرقية لفريقهم المنهزم أمام إيطاليا!..هناك سبب غير الهزيمة، فالمغبونون يتعمدون الرسائل الصادمة ليسمعهم المتجاهلون..وكم من مثال لفضائح فضائية تخدش الحياء..المعالجة متاحة، تبدا باشاعة روح(التصافي)،و(أن نجد لغيرنا عذرا)،وان نلتزام جانب الصبر على تدفق المعلومات بعد حرمان ما قبل الرقمنة، ثم التماس(اليقين) بالصبر على الشك وباشاعة الحقيقة.
نعم المعالجات متاحة..توحي بذلك ورشة تدريب الاعلاميين بقاعة د. دفع الله الترابي بكلية الهندسة..نظمها المركز الافريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول،وخاطبها د.الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية وعضو مجلس السيادة الذى فتح ملف الإعلام وعينه على(دولة قوية)..ليت الحكومة تتعهد فكرة(الدولة القوية)هذه كمبادرة تلحق بها خطوات(عملية)بدء بما اعلنته وزارة الطاقة فأعانها العيد(تحسين التيار الكهربائي)،وزارة الاعلام (مشروع محاربة الاشاعة بالدراسة)،وزارة المالية(إبتدار تعاون مع اليابان)التى تلقى فيها وزير المالية دراساته،وزارة الثروة الحيوانية(تحفز العاملين وتتعهد بدعم خزينة الدولة)..وكم من عنوان فى الصحف ياخذ شكل مبادرة(وحدة الاتحاديين)،(الاقتراب من أجواء التصوف)..لماذا لا؟!.
أورد(سودان لايت)أن دكتور الهادي طالب الاعلاميين بالتقصي(فى أمر يقلقه وهو الملشيات التى تنتحل صفة الحركات المسلحة وتثير الفوضى والقلق)..مؤكدا على(اهمية تغيير التفكير الاعلامي لتعزيز بناء السلام،والحث على تجاوز مرارات الماضي)منوها الى(ان السودان بلد موحد يرجى منه فى خلال العشرين سنة المقبلة ان يكون فى مصاف الدول القوية)..ليؤكد(وجود حاجة ملحة لمعالجة التشوهات فى بنية الثقافة والاعلام)ودعا الاعلاميين(للالتزام باخلاقيات المهنة)مشيرا الى ان(كل الشعوب نهضت باعلام واع يدعم قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة)..مبادرة فى الصميم، فماذا تبقى غير(الفعل)؟!.
الأمر ملهم، يوحي باهتمام الدولة بإعلام فعال قرين(دولة قوية)- كما ورد..إعلام يحفز لتغيير منتج،الفرص مقابل التحديات..إعلام يكافح الغفلة، يمجد هوية البلد ويلهم الدولة طاقة منتجة تغنيها عن النظر شرقا أو غربا، أعطوا أومنعوا..للعيد إلهامه، وكل عام وأنتم(ملهمين).