أهلي وعشيرتي.. حمر والمسيرية

أهلي وعشيرتي.. حمر والمسيرية
  • 30 يوليو 2021
  • لا توجد تعليقات

محمد مختار هارون علي

ما يحدث الآن في ولاية غرب كردفان ، من اقتتال وهرج ومرج وقتلي وجرحي وصراعات هي حروب عبثية ونار لا تبقي ولا تذر في نهاية المطاف .

هناك حقيقة لا يُنكرها الا مكابر ، وهي أن دار حمر في الخريف هي دار للمسيرية، ودار المسيرية في الصيف هي دار لحمر، وهي رحلات مستمرة ومُتوارثه منذ مئآت السنين، أشبه ما تكون برحلات قبيلة قريش في الشتاء والصيف التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم.

هذه الرحلات والمسارات، حافظ عليها أجدادنا بحكمتهم، وارتبطت بعلاقات اخويه صادقة وصلات طيبة ، بين عائلات وخشوم بيوت وافراد ، ومصاهرة وانساب، وعهود ومواثيق مشفوعة في غالب الاحيان بقسمٍ من الله عظيم وظلتّ مصانه ومتوارثة ومحفوظة حتي وقت ليس ببعيد .

ما يحدث الآن تأنف منه النفس السوية ولا يقبله عاقل ولا يقره رشيد.
كيف لجار ان يقتل جاره ؟!
كيف لأخ ان يقتل أخيه؟!
قتلكم لبعض أشبه بقتل ابني آدم حين قتل قابيل هابيل!
كيف لمسلم أن يقتل مسلماً؟
وكل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه
كيف لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقتل مسلماً في شهر الله الحرام وهو شهر الحج الأكبر
اين عقلاء المسيرية؟
اين عقلاء حمر؟
أين الإدارات الاهليه؟!
بل أين عقلاء القبائل الاخري ؟
واين حكومة الولاية؟
واين حكومة المركز؟
الي جميع المذكورين اعلاه اقول :
أليس فيكم رجل رشيد؟
هل تنظرون حتي يفني جميع أهلنا من مسيرية وحمر ثم تأتوا لدفنهم ودسّهم في التراب؟

علي الجميع ان يعلم أن هذه الديار والحدود بين الاثنيات المختلفة في جميع السودان وضعها الاستعمار، وهي حدود علي خرائط من ورق، والغرض منها التنظيم الإداري ليس إلا، وليست حدود سياسية لدول مستقلة أو جُزر معزولة حتي تتدّعي كل قبيلة الحق لها وحدها دون غيرها في الحياة .

حمر والمسيرية قدّرهم الذي كتبه الله عليهم ان يعيشوا علي هذه الأرض متجاورين ومتداخلين ، ولن يستطيع حمر إبادة المسيرية عن بكرة ابيهم من الوجود ، كما لن يستطيع المسيرية ابادة حمر عن بكرة ابيهم من الوجود.

قولاً واحداً
هذه الحروب يجب أن تتوقف فوراً
هذه الحروب الرابح فيها هو الخاسر الأكبر.
هذه الحروب الخاسر الأوحد فيها هم أهلنا الضُعفاء ، هم وحدهم من يدفع الثمن ، لا يموت فيها الساعين بين الناس لأجل الخراب والدّاعين إليها بليل.
واخيراً اقول :
اخشي ان يكون زماننا هذا هو زمن الفتنة الذي حذرنا منه نبينا الكريم حين قال :
و الذي نفسي بيده ، ليأتين على الناس زمان لا يدرِي القاتِل في أي شئ قَتَلَ ، و لا يدري المقتول في أي شئ قُتِلَ.

ولنافخي النار ومروِّجي الفتن ومصدِّري بينات التحريض من الطرفين وغيرهم من أصحاب الأجندات الخفية اقول :
دماء أهلنا البُسطاء في أعناقكم الي يوم القيامة، وانتم مسؤولون عنها يوم الموقف العظيم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم.

(ومن يقتُل مُؤمنًا متعمِّدًا فجزآؤُه جهنَّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيمًا)
صدق الله العظيم الآية

محمد مختار هارون علي
المملكة العربية السعودية – الرياض

التعليقات مغلقة.