قال حزب البعث العربي الاشتراكي إن الدعوة للمصالحة مع فلول النظام المباد، والتي انطلقت من وسط قوى الردة، ووجدت صدى لها لدى بعض الأطراف المحسوبة على السلطة الانتقالية، مما يشكل اتجاها خطيرا نحو الارتداد على المرحلة الانتقالية وأهدافها في الحرية والعدالة والسلام، والتي بذل الشهداء أرواحهم ودمائهم، من أجل تحقيقها، خلال النضال المحتدم ضد النظام الدكتاتوري، حتى انتصار انتفاضة ديسمبر المجيدة باسقاطه.
وأشار الناطق باسم البعث عادل خلف الله في في بيان تلقت ( التحرير ) نسخة منه ، إلى أن الدعوة للمصالحة مع فلول النظام المباد تستبطن نزوعا مبيتا للتهرب من المساءلة، وللتنصل من العدالة الجنائية والانتقالية، وتكريس الإفلات من العقاب.
وقال إن الدعوة تتزامن مع التقدم المضطرد الذي تحققه لجنة تفكيك التمكين ومحاربة الفساد، في استرداد أموال الشعب المنهوبة، ومع المحاكمات الجارية للاقتصاص للشهداء، تحقيقا للعدالة، وللأهداف والشعارات الثورية للانتفاضة.
وأكد خلف الله أن الدعوة للمصالحة مع من قوضوا النظام الديموقراطي الدستوري، ونهبوا موارد البلاد وثروات الشعب، مع من مزقوا الوطن وشعبه، وتخلوا عن سيادته على أراضيه، ورهنوها للغير مقابل البقاء على كراسي الحكم، مع من أشعلوا الحروب في ربوع الوطن، وارتكبوا المجازر في حق أبنائه وبناته، في رمضان وكجبار، والعيلفون، وبورت سودان، ووسط الجامعات وغيرها، بدلا من تقديمهم للمحاكمة، هي ردة على أهداف الثورة وخيانة لعهد الشهداء.
وطالب بضرورة محاكمة فلول النظام المسؤولين عن الانتهاكات غير المسبوقة، والجرائم بحق الوطن والشعب، وقال إنها من أهم واجبات السلطة الإنتقالية، ويتعين على من اقترفوها أن ينتقدوا أنفسهم، ويتوبوا ويردوا المظالم لأهلها، ويطلبوا الصفح من الضحايا، وينتظروا حكم التاريخ.
ووصف الدعوة للمصالحة مع قوى حكم عليها الشعب في انتفاضته المجيدة، بالرفض القطعي، بأنها استفزاز للوجدان الوطني وإمعان في إعاقة الانتقال السلمي، وتأسيس لتحالف علني للاستمرار في تخريب التطور الوطني وتشويه الممارسة الديمقراطية، بتوظيف النفوذ المالي والإعلامي وخبرات الفلول في التزييف والافساد.
وقال خلف الله إن الدعوة لانتخابات مبكرة، أو التفويض، تمثل وجها آخر من مشروعات الردة التي تستهدف تعطيل الانتقال وتقدمه باتجاه تحقيق الأهداف والشعارات التي وهب الشهداء أرواحهم من أجل تحقيقها، واكد أن هذه المشروعات مصيرها الفشل المحتوم، مهما تجاوب معها من تجاوب، وأن إرادة الشعب هي الأقوى، ولا سلطة لغير الشعب، والردة مستحيلة.