أعتذر لقرائي الأعزاء عن كثرة تناولي لشأن حزب الأمة القومي ليس لأنه أحد الأحزاب الجماهيرية الكبيرة إنما لأنه يتعرض هذه الأيام لهجوم مدبر لاختراقه والهيمنة عليه بوضع اليد، وليس عبر مؤسساته الديمقراطية.
اتضح أن الدعوة التي وُجهت للقاء في قاعة الصداقة تمت باسم “الملتقى الأول لأسرة الإمام المهدي وخلفائه وأمرائه” قادها مبارك الفاضل الذي يدعي أنه رئيس حزب الأمة الذي خرج عليه إبان حكم الإنقاذ، وشارك فيه بلا جدوى.
في هذا الملتقى الذي تبرأ منه حزب الامة القومي – سيد الإسم – دعا مبارك الفاضل لتشكيل لجنة عليا لتشخيص حالة حزب الأمة القومي، كأن الحزب يعاني من حالة مرضية لايعلمها إلا هو.
يعلم مبارك الفاضل أن حزب الأمة القومي ليس حزب أسرة المهدي مع كل التقدير للدور التاريخي المقدر لكل الآباء المؤسسين للحزب، لكنه حزب جماهيري يضم في عضويته كل ألوان الطيف المجتمعي السوداني بمختلف أصولهم الإثنية والعقدية والثقافية.
لن أخوض في طبيعة الخلاف الذي يقوده مبارك الفاضل باسم حزب لم يستطع ،الحفاظ على من انتسبوا إليه ولم يستطع التأثير في وحدة حزب الأمة القومي الذي مازال حتى الان من أكثر الأحزاب تماسكاً رغم كل أنواء الانقلابات العسكرية وكل المؤامرات التي تحاك ضده من بعض الإنتهازيين والطامعين وعبدة المناصب.
نحن ضد توريث الزعامات الدينية والسياسية دون أن نتجاهل حق الذين اكتسبوا مهارات وقدرات مهنية وعميلة تؤهلهم للمناصب القيادية في الحزب وفي مجالات العمل المختلفة، على أن يتم ذلك وفق النظم المؤسسية والقوانين وشروط الأهلية.هذا يتطلب الإسراع بعقد المؤتمرات القاعدية لقيام المؤتمر العام بمشاركة ضرورية للكنداكات والشباب وترفيعهم بذات الشروط الديمقراطية والمؤسسية للمؤتمر العام للحزب ومن ثم إشراكهم في في قيادة الحزب.هذه الدعوة ليست خاصة بحزب الأمة إنما هي دعوة لكل الأحزاب الجماهيرية المعروفة لإنجاح عملية الإصلاح السياسي، وعلى الجماهير التي أسقطت نظام الحكم السابق مسؤولية إسقاط أحزاب التوالي والأحزاب المنكسرة والأحزاب الكرتونية وكل الأفراد الذين شاركوا في الحكم إبان النظام السابق بلا استثناء لأحد تحت أي مسمى من المسميات.