حاول البعض تجريم فخر شباب المناضلين السودانيين الأستاذ محمد حسن التعايشي بعد ظهور مقطع فيديو مجتزأ من سياقه يتحدث فيه عن الحلول العاجلة لاسباب وإشكاليات الأحداث التي حدثت في ولاية شمال دارفور.
قالوا ان التعايشي يرفض إطلاق لفظ الجنجويد على قوات الحنجويد ويطالب بمعاقبة من يقل ذلك. وهذا غير صحيح ولم يقل به التعايشي.
استمعت للفيديو كاملا ولم أجد ما يقوله أصحاب الإفك ومن تولوا كبره، بل وجدت خطابا رصينا وموضوعيا يشبه خطابات هذا الرجل التي عهدناها منه منذ كنا طلابا في الجامعات في بداية هذه الالفية.
ولكي أورد النص بدقة فقد كان التعايشي يتحدث عن آليات محاصرة الانفلاتات في دارفور، ذاكرا عدة نقاط في هذا الخصوص هي : الالتزام بعدم التصعيد الإعلامي ومحاصرة خطاب الكراهية، تنفيذ الترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا كما هي مع إلزام الحركات المسلحة بالسيطرة على منسوبيها، عدم منع المواطنين من الوصول إلى الخدمات وفتح جميع الطرق المغلقة، عدم تحرك القوات المشتركة الا بعلم المواطنين، الالتزام بنتائج لجنة التحقيق في أحداث كولقي، علاج جميع الجرحى في الأحداث على نفقة الحكومة، الصبر من أجل إكمال السلام، التنوير والتبشير باتفاق سلام جوبا.
ثم في ختام حديثه ذكر بأن هناك تنبيه ورده من ممثل النائب العام بوجود إشكاليات في المعلوماتية بولاية شمال دارفور، حيث يقوم البعض بنشر معلومات واساءات بدون وازع او رقيب، مما يزيد من نشر خطاب الكراهية وزيادة الاحتقان وتفجر المشاكل والفتن.
ذكر التعايشي من بين الإساءات التي يطلقها بعض المواطنين على بعضهم في ولاية شمال دارفور، ألفاظ مثل ( انت جنجويد، انت تورا بورا، انت زرقة، انت تشادي)، وذكر بأن إطلاق هذه الأوصاف من مواطن على مواطن آخر بغرض الإساءة أو التصنيف هي جريمة، ومن حق المواطن فتح بلاغ ضد من يتهمه بذلك.
هذا هو الحديث وسياقه، يتحدث فيه التعايشي عن قضية محددة في ولاية شمال دارفور وليس في كل السودان، ورفض هذه الألفاظ ومعاقبة قائلها في تلك الولاية لانها سببت فتنا كقطع الليل، اخرها ما حدث في كولقي في الأيام الماضية.
التعايشي الذي قاد طلاب جامعة الخرطوم في أوج عنف الكيزان لانتزاع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وصار رئيسا للاتحاد في معركة تاريخية مازالت فصولها تروى، المناضل الواعي الذي جاب جميع جامعات السودان تقريبا من أجل التبشير بوطن السلام والديمقراطية وضرورة النضال ضد طغمة الانقاذ، لم يرهبه سيف الحجاج ولا جلاديه ولا ذبانيته، لا يمكن أن يسقط اليوم.
الذين ينتظرون سقوط التعايشي عليهم ان ينتظروا كثيرا والى الابد. يكفي أن التعايشي كان خيار تجمع المهنيين السودانيين في وقت وحدته واوج عظمته عضوا بمجلس السيادة.
التعايشي أبن دارفور ونبتتها المسقية بطين الوطنية، رغم اختلافنا مع طريقة تحقيق السلام، الا اننا ندعمه في قيادته للجنة تنفيذ اتفاق مسار دارفور، ونعلم أن نجاح التعايشي في هذا الملف الأخطر والاكثر تعقيدا يمثل نجاحا بهيا لجميع شباب السودان الذين قادوا النضال ضد الشمولية وصنعوا الثورة وانتصارها.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com