قدم اندرو كوكو حاكم نيويورك القوى استقالته من منصبه على خلفية اتهامات التحرش التى طالته من عدد كبير من النساء ، تصاعدت الازمة التى واجهت الحاكم منذ شهور وشملت شقيقه الصحفى التلفزيوني كريس كومو مقدم برنامج ( برايم تايم ) الاخبارى التحليلى اليومى على تلفزيون سى ان ان .و مع تصاعد ازمة شقيقه بات كريس تحت مرمى النيران على وقع الانتقادات اللاذعة التى وجهت له وتطورت لاتهامات بتبديد استقلاليته الصحافية و بالتالى تجاوزه ( اخلاقيات الصحافة ) ، الاتهام الرئيس الموجه لكريس هو إنه بوصفه صحفيا رفيع المستوى يثق به الملايين من الناس مارس السياسة من وراء الكواليس .
دوره فى فضيحة سوء سلوك شقيقه والمتمثل فى تقديمه النصائح له ولمستشاريه حول كيفية الرد على مزاعم التحرش الجنسى – تقارير المدعى العام لنيويورك تقول انه كان اكثر انخراطا لمساعدة شقيقه وانه قام بصياغة رد علنى على الادعاءات التى طالت شقيقه – جلبت له انتقادات عنيفة اعتذر عنها لزملائه فى سى ان ان ، لكن منتقدوه يطالبونه بالاعتذار عن تصرفاته علنا لكى لا تؤدى الخيارات التى يجنح لها الصحفى الى التشكيك فى الثقة بينه و بين المواطنين ،
وتقول حملات النقد الموجهة لكريس انه كان جزءًا من فريق العلاقات العامة وساعد في تشويه سمعة ضحايا أخيه ، وانه شارك بهمة فى جهود التستر على جرائم الحاكم والافتئات على حقوق النساء اللواتي وجد تحقيق أجرته وزارة العدل الولائية أنهن موثوق بهن ، وانه تجاوز بذلك الخط بصفته صحافيا داعية سى ان ان لمعاقبة كريس بالطرد .
رغم ان كريس اعلن بوضوح انه لم يحاول ابدا التاثير على تغطية شبكة سى ان ان لمشكلة شقيقه. الا ان موقفه اثار جدلا واسعا ما زال مشتعلا حول المعايير المهنية حتى بعد اعلان شقيقه الاستقالة ومن الاسئلة التى اثيرت فى هذا الصدد :
هل اتخاذ صحفى فرد موقفا كهذا يؤثر على مصداقية المؤسسة الاعلامية التى يمثلها ؟ وهل مثل هذا الموقف مدعاة لانتقال الزيف للمؤسسات الاخرى ؟
اليزابيث كولفر استاذة الصحافة فى جامعة ويسكونسن قالت ليو اس توداي ان كريس لم يكن صادقا فى اعتذاره ، واكدت إن وضع إستراتيجية وتحديد رواية لشخصية سياسية قوية غارقة فى مشكلة غير مناسب لأي صحفي ، وقالت : بصرف النظر عن فكرة أنه كان يساعد شقيقه في مشكلة ما لايعد اعتذاره مقبولا . واشارت الى ان كريس علاوة على اهداره استقلاليته الصحفية من خلال التورط في إنقاذ الحياة السياسية لشقيقه وضع سيفًا في أيدي الأشخاص الذين كانوا يطلقون على الصحفيين” أعداء الشعب ” .
قضية كريس كومو اثارت نقاشا واسعا حول استقلالية و موضوعية اجهزة الاعلام وتضارب المصالح فى اوساط الصحفيين ، وجادل البعض بان مجرد عقد اجتماعات سرية مع أي حاكم هو أمر خاطىء حتى لو كانوا اخوة. فيما شدد اخرون انه .كان يتعين عليه أن يكون بعيدًا عن الظهور على الهواء او الذهاب فى اجازة خلال فترة الفضيحة التي غطاها شخص آخر في برنامجه لانه لا يكفي أن نقول “لن أغطي هذا لأنه يتعلق بأخي” باعتبار الامر تضاربا واضحا للمصالح ايضا .
وعلى عكس ذلك تساءل مغرد على تويتر :
الا يعد من العيب والغباء ان يقرر البعض انه لا يمكنه ان يكون صحفيا لان شقيقه ارتكب جرائم؟
وتصدى مغرد اخر للرد بقوله :
أن تكون صحفيًا لا يعني أن تكون متحيزًا. سيكون من المستحيل أن تكون غير متحيز بشأن أخيك ومن الواضح أنه إذا قدم له النصح فهو متحيز .. وبالتالى الاجابة هى ؛ لا ، وفي هذا الحالة لا يمكنه ولا ينبغي أن يكون صحفيًا.
وقال اخر : ان الامر الحاسم فى حالة كريس هى تغطية قضية ما دون تحيز أو عدم تغطيتها على الإطلاق. وهو ما فعله. يمكنه أن يفعل ما يشاء في وقته الخاص وتقديم النصح لأخيه الذي يواجه مشكلة ببساطة كإنسان. وان المهم فى هذه القضية انه لم يستغل برنامجه اليومى للدفاع عن أخيه !!
وغرد اخر : من منا لا يقدم النصح لأفراد الأسرة؟ سأكون أكثر قلقا إذا كان الحاكم السابق متورطا في قضايا قانونية تتعلق بشقيقه كريس وليس العكس…!!