اهتمت وسائل الإعلام بلقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وبعض مساعديه، بوفد من قيادة الحزب الشيوعي. وناقش اللقاء التحديات التي تجابه المرحلة الانتقالية وعلى رأسها تنفيذ مطالب الجماهير المضمنة في المواثيق التي تم التوقيع عليها، وأهمها المشاكل الاقتصادية المرتبطة بحياة الناس ومعاشهم، وقضايا تحقيق العدالة والتحقيقات في الجرائم التي ارتكبت خلال الفترة الأخيرة، والتحديات التي تواجه تحقيق السلام، ومعاناة النازحين واللاجئين إلى حين العودة إلى مناطقهم الأصلية. وحظيت مخرجات الإجتماع بتداول كثيف من قبل الخبراء والمحللين والإعلاميين. خاصة وأن أعضاء الإجتماع اتفقوا على متابعة الحوار ومخرجات الاجتماع بغرض الوصول إلى ما يخدم مصالح جماهير الشعب السوداني.
لكن القيادي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار كشف تفاصيل جديدة بشأن اللقاء الضجة وقال في تصريح لصحيفة (الجريدة) إن الحزب لبى دعوة رئيس مجلس الوزراء، ونقل له كل مواقفه الثابتة وأبرزها أسباب خروجهم من تحالف قوى الحرية والتغيير لأنها انحرفت عن مسارها، وأضاف كرار أن الحزب أكد لحمدوك إنهم مع الثورة ومع الجماهير في الشارع، وأوضح كرار أن لقاء قيادات الحزب برئيس مجلس الوزراء لم يغير موقفهم الداعي لإسقاط الحكومة، لافتاً إلى أن الاستجابة لدعوة رئيس مجلس الوزراء أجمع عليها الحزب ، وقطع بأن لقائهم مع حمدوك لا علاقة له بالتراجع عن مطالبتهم بإسقاط الحكومة.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، صديق يوسف إنهم أبلغوا حمدوك رفضهم القاطع لتنفيذ السياسات الإقتصادية المتبعة حالياً والمفروضة من قبل صندوق النقد الدولي، بجانب طلب حمدوك لقاءات مستمرة معهم لمناقشة القضايا السياسية، الاقتصادية العالقة حالياً وإيجاد حلول لها. وقال صديق لصحيفة (الحراك السياسي): (أكدنا لرئيس الوزراء أن أبوابنا مفتوحة لجميع المقابلات التي يطلبها)، كما جدد صديق رفضهم الحاسم للعودة إلى الحاضنة السياسية أو المشاركة في السلطة، وتابع ليس لدينا علاقة بالحرية والتغيير لا من بعيد ولا قريب، ولم تكن ضمن أجندة اللقاء. وأوضح يوسف أنهم أوضحوا لحمدوك رأيهم في المبادرة التي طرحها، وتابع: (رأينا كان واضحاً ولم يتغير هو نفس الرأي الذي أودعوه منضدة حمدوك في المرة الأولى، ولم نتزحزح منه خطوة واحدة).
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن هذا التناقض الكبير في مواقف الحزب الشيوعي وتصريحاته تنم عن شرخ كبير داخل مكوناته. فمن غير الممكن أن يكون الحزب نافذاً ومؤثراً على مراكز إتخاذ القرار عبر وزرائه الذين يتبرأ منهم وأذرعه التي يخبئها عن الأعين وفي نفس الوقت يريد قيادة الحراك لمعارضة الحكومة والسعي لإسقاطها. ويضيف الخبراء أن الحزب بمثل هذه التصريحات الغريبة يسعى لخداع الجماهير وكسب أرضية لفترة مقبلة يبحث فيها عن دور جديد يذكر الناس فيها بمواقفه المناهضة للحكومة. لكن الحقيقة التي لن يستطيع إنكارها وإن أنكرها فلن يصدقه أحد هي أنه يتحمل العبء الأكبر للفشل الذي لازم الفترة الإنتقالية لأنه كان وسيظل جزءً أصيلاً من حكومة حمدوك ولن ينفعه أسلوب المرواغة من المساءلة التاريخية التي إقتربت ولو بعد حين.