بواخر كانت تمر وترسو بالبرصة ..
من منا لا يذكر كربكان والجلاء وعطارد والزهرة والمخصوص ابو طليح وابو لكيلك كانت الواحدة منها تعرف بالبسطة او بابور البحر .
تلك المواعين النهرية كانت تجوب النيل جيئة و ذهابا بين دنقلا وكريمة راسية تارة شرقا وتارة غربا وهي تزمر بزماراتها المعتادة والمميزة والغريب ان الناس اعتادوا ان يميزوا تلك الزمارات دون ان يروا الباخرة فكربكان مثلا كان صوت بوريها مشاتر وغليد (مطرطر ). و رغم ان كربكان كانت ابطأ باخرة في خط النقل كريمة دنقلا الا ان الشعراء خلدوها
كربكان علولا القضيب
لقطت ما خلت حبيب
قال الراحل مدنى تميم (أرقى)..
يوم وداعك شادية .. كان يوما ختر ..
صب دمع الفرقة … من العين قطر..
كربكان جات تمشى ..بى طرف البحر
دار تشيل محبوبى .. تخفى من النظر
وهذا العراك يعرفه الجميع من خلال قصيدة الشاعر كنه :
من الدبة وانجرا وسريع النهمة فاتا جرا
زولي الشالتو “الزهرة” وجروح قلبي اللبت تبرا
العفاض خلاها ورا وخاشي قنتي بان شدرا
وكذلك الجلاء تم ذكرها من قبل عبدالله محمد خير
ود الدابى مالك ساكت ما شفت الجلا السواها
شال محبوبتي سافر بيها كيفن عاد بعيش لولاها
بابور البحر مو عارفي شايلي اعز زول جواها
ماهماها حالي البي ما دام نوَّره وضواها
و قد رد عليه ود الدابي
يا عبدو أخوي قولك حقيقة
وكتير الطفشه الجلا من فريقها
دا اليزازي نقل سميحات الخِليقا
رنين صفارتو غلبني أطيقا
تعيق في الناس إله الناس يعيقا
أتمناله في دالة غريقة
تحتل فيها ما تفضل شقيقة
تطير ريشاته منها بي فريقة
وصميم مكناته تلتهمو الحريقة
قمرات نومه تسكنن أم دريقة (السلحفاء)
وتلد في عنابرو عشان غريقة
كتير قبلك يئن مضروب بديقة
تسد عبراتو تسمع لي شهيقا
و من الملاحط ان البرصة لم تكن محطة رئيسية الا ان وجود الجزر وضحالة المياه بمنطقة جلاس كانت السبب في ان تكون البرصة هي المحطة الرئيسة للجهة الشرقية في هذه المنطقة مما اكسبها شهرة فوق شهرتها .
كانت الباخرة (البسطة) عندما نقترب من المحطة تطلق تلك الصافرة العجيبة لتنبه بأنها اقتربت ويبدأ الناس في التجمع لانها كانت مصدر رزق لكثيرين منهم ويحضر ايضا الوكيل ليسلم ويستلم الجوابات والطرود.
وعندما تبدأ البسطة (الباخرة) في الاقتراب من المحطة تأخذ الاتجاه المعاكس للتيار وبيدأ البحاره الذين يقفون علي المقدمة يستعدون للنزول لربطها فى شجرة او غرز الهلب في الارض ثم يبدا انزال الباب والسقائل حتي يتمكن الركاب من الصعود والنزول .
ترجع نشأة النقل النهري في الشمال بكريمة إلى الاتراك العثمانيين الذين سيطروا على مقالد الامور في مصر واهتمامهم بمنابع النيل العليا وبسط سيطرتهم على هذا المجرى المائي المهم لتأمين ظهر إمبراطوريتهم التي كانت تمتد بعرض وادي النيل مصر والسودان.
تعد مدينة كريمة ثالث ميناء نهري في البلاد بعد مينائي جوبا ووادي حلفا، وهي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل العظيم، وقد اكتسبت أهميتها التجارية بوصفها محطة ابتدائية ونهائية بالنسبة للسكة حديد والنقل النهري.
يبلغ طول الخط الملاحي من كريمة إلى دنقلا 287 كيلو متر وإلى كرمة 340 كلم وكان يمكن أن يمتد إلى ما بعد كرمة لولا وجود بعض الشلالات التي تشكل خطورة على الملاحة.
اسماء المحطات على طول خط السير :
كريمة وهي نقطة البداية وتليها :
مروي 10 كيلو متر
تنقاسى 20 كلم
القرير 21 كلم
المقل 41 كلم
مساوي 45 كلم
اسلي. 50 كلم
جلاس 52 كلم
كورتي 61 كلم
جواري 63 كلم
امبكول 65 كلم
مورا 75 كلم
الحفاني 81 كلم
منصور كتي. 91 كلم
قنتي 99 كلم
العفاض 103 كلم
قوشابي 112 كلم
جرا 120كلم
الدبة. 125كلم
الجابرية 152 كلم
تنقسي 159 كلم
الغابة 162 كلم
الباجا 167 كلم
الغدار 170 كلم
المقاودة 180 كلم
الخليوة 185 كلم
امنتجو 192 كلم
فارجي 197 كلم
القولد 207 كلم
الخندق 221 كلم
اوربي 234 كلم
تيتي. 245 كلم
الصحابة
ود نميري
لبب
سور تود
الشيخ شريف 282 كلم
دنقلا 287 كلم
الترعة 300 كلم
كودي 315 كلم
ارقو 325 كلم
البرقيق 320 كلم
مشو 324 كلم
الحفير 337 كلم
كرمة 340 كلم
تحرك القطار من كريمة كان مرتبطا بوصول الباخرة القادمة من دنقلا.
ليتمكن الركاب من اللحاق بالقطار يومى الاحد والأربعاء من كل اسبوع.
حسب جدول تلك البواخر كان من المتبع ان ترسو مساء او ليل السبت والثلاثاء اسبوعيا بمدينة مروى .. لتتحرك فجر اليوم التالى الى كريمة للحاق بالقطار الذى يتحرك عند العاشرة صباحا من محطة كريمة فى طريقه الى الخرطوم.
ممتاز.
واصل الذكريات.