فى سبعينيات القرن الماضى تولى المرحوم الأستاذ حسن عبيد الشايقى إدارة مدرسة الخرطوم الثانوية – بالقرب من الجامعة.
وإشتهر بحزمه فى الإدارة ، حيث كان يقف (قبل وبعد جرس الصباح) خارج مكتبه لمراقبة الطلبة المتأخرين والمخالفين للزى.
وكان صارماً حازماً.
فى أحد هاتيك الأيام شاهد الطالب عصام محمد خير عثمان (والده كان وقتها وزير التربية والتعليم). هذا الطالب كان يرتدى بنطلون شارلستون (كان يباع بالسوق الأفرنجى).
نادى الاستاذ حسن عبيد الطالب، وطرده من المدرسة لحين إحضار ولى أمره.
الطالب حضر فى اليوم التالى ومعه خاله.
طرد حسن عبيد الطالب لمدة شهر على أن يعود بعد الشهر ومعه إسماً محمد خير عثمان والد الطالب عصام. وسلم الطالب القرار مكتوب.
كان الشارع الذى يمر أمام المدرسة شارع عبور الى وزارة التربية والتعليم من الباب الجنوبى للوزارة، المدخل الرئيسى كان من الناحية الشمالية على شارع النيل.
بتعليمات من الاستاذ حسن عبيد منع مرور السيارات بهذا الشارع من الساعة السابعة صباحاً حتى آخر اليوم الدراسى.
بعد مرور ٣٠ يوم مدة طرد الطالب، حضر محمد خير عثمان وهو وزير التربية والتعليم وإبنه بالسيارة، وتم ايقافها خارج البوابة.
نزل الوزير وإبنه فى صيف حار، وسارواً راجلين على الاقدام الى مكتب حسن عبيد الشايقى المدير، يتصببوت عرقاً لبعد المكتب من البوابة الرئيسية.
دخل الوزير على مكتب حسن عبيد ووقف أمام تربيزة المكتب والاستاذ حسن عبيد جالس خلف التربيزة ولم يقم.
سأل حسن عبيد الوزير بإسمه مجرداً من كلمة وزير:
تم طرد ابنك لاحضار ولى أمره ، لكنك لم تحضر معه، بل حضر برفقة خاله.
أجاب الوزير بأنه كان خارج السودان لحضور مؤتمر.
افاده بأن عقوبة الطرد ٣٠ يوم لانك لم تحضر كولى أمر وقتها.
وسأله لماذا لم يلتزم ابنك بالزى الرسمى وهو بنطلون عادى وليس شارلستون.
أفاده الوزير ان الولد اشترى البنطلون من السوق الأفرنجى شارع الجمهورية دون علمه.
أفاد حسن عبيد الوزير إنه لم يحسن تربية إبنه حتى وصل به عدم التربية لشراء شارلستون والحضور به للمدرسة.
والزمه بتوقيع تعهد أن لا يحضر الولد ببنطلون شارلستون، وإذا لم يلتزم سوف يقوم بفصله من المدرسة ، ويمنعه من مواصلة تعليمه فى اى مدرسة حكومية فى السودان. وقع الوزير التعهد.
وحكم على الطالب بعشرة جلدات على أن يحضرها والده الوزير.
على ان لا يقوم الصول بجلد الطالب، لتقدم الصول فى العمر والجلد سوف يكون بارداً وليس بالصورة المطلوبة.
وأوكل مهمة الجلد لأحد طلبة السنة النهائية ويكون سينيور الكديت (التدريب العسكرى).
وكان السينيور هو الطالب أحمد آدم (لاحقاً أصبح حارس مرمى الهلال.
وفعلاً قام بالجلد بكل قوته حسب تعليمات الاستاذ حسن عبيد، وبحضور والد الطالب وهو وزير التربية والتعليم.
وبعد الجلد ذهب الولد للفصل، ووالده راجلاً حتى البوابة الخارجية موقف سيارته.
رحم الله الاستاذ حسن عبيد الشايقى والوزير محمد خير عثمان الوزير ، وغفر لهم.
ورحم الله التربية والتعليم والقانون.
نقلت لكم هذا المنشور لنعلم لم ساد هؤلاء وضاع هؤلاء .. فسيادة القانون وتطبيقه دون محاباه ضمان لرفعة الامة من وهدتها ولن يصلح حال بلادنا الا بما صلح به اولها ..
••••••
اصبر على مرِّ الجفا من معلم…
ٍفإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراته …..
ِومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة….
ًتجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته….
..ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابه….
ِفكبِّر عليه أربعاً لوفاته……
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ . بالْعِلْمِ وَالتُّقَى..
.إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته….
،،