▪️لا تنتظر احدا ، فمعظم من ننتظرهم يتأخرون كثيرا ، أو لربما يترددون فيقررون فجأة اﻹمتناع عن الحضور والمشاركة ، ليحلق فوق رأسك المثل القديم المتجدد (ماحك جلدك مثل ظفرك)
أو يتجسد قول اهل البادية السودانية (عشييك ما يكون عند إخييك يمشي بيهو عليك ويتباطأ منك) وسادع من يفهم عامية اهل السودان ان يشرح لمن لا يفهمون لهجتنا معني حكاية عشاء إخييك ذاك.
والقصة كلها تدور حول إنتظار اﻵخرين ﻹنقاذنا أو مساعدتنا لننقذ أنفسنا، وذلك لعمري هو أس فساد واقعنا وضياع مستقبلنا والسبب الرئيس لحالة العجز المستمرة .
▪️نحن كأفراد ومجتمع ودولة تسيطر علينا حالة إنتظار اﻵخرين ، وهي كادت ان تصبح حالة نفسية أو نوع من المرض المزمن ، إن لم تكن قد تحولت بالفعل والروتين إلي عقيدة فاسدة يدحضها قول الله تعالي ( إن الله لايغير مابقوم حتي يغييروا ما بأنفسهم) اﻵية 11 من سورة الرعد.
وحتي لايساء الفهم ويختلط علينا اﻷمر فإن التعاون والمشاركة والتواصل ونقل التجارب واﻹستفادة من امكانيات اﻵخرين وتجربتهم لا تعني بأي حال انتظار اﻵخرين ، بل أن ذلك يعد تحركا مطلوبا وتوظيفا مرغوبا ، أما اﻹنتظار المبغوض هو أن تقف عاجزا رغم توفر كل اسباب الحركة
وأن تمتنع عن اﻹنجاز رغم توفر اﻹمكانيات ، لتنتظر من يستخدم نفس مواردك وامكانياتك ليستفيد هو اولا وثانيا وثالثا ثم ليمنحك ماتبقي أخيرا.
▪️الفهم واﻹدراك والفقه أفضل من الحفظ والنقل الحرفي والتقليد اﻷعمي . والعلم المكتسب بالتجريب العملي والمعملي اقوي من العلم المنقول بالحكي ، ويستثني من ذلك المنقول الموثق من قول الله ورسوله ﻷن الله مصدر كل العلوم في كل اﻷحوال.
فإذا استوعبنا اهمية تغيير حالنا النفسية المنهزمة وزرعنا في انفسنا رغبة حقيقية في المبادرة والتجريب وبالمتاح ، ومن ثم اﻹستعانة باﻵخرين لما كنا نحن الفقراء في وطن غني ، ولا الغافلين في وطن تتحدث كل مكوناته عن نعم الله .
▪️ولتكتشف حالة العجز لديك حاسب نفسك وانت قد وضعت برنامجا يوميا لما يتوجب عليك إنجازه (واجبات ، معاملات) عندها قد تجد انك انجزت ما تستطيع وتأكدت من حتمية اﻹستعانة بآخرين لمساعدتك ،أما إذا لم تتمكن من فعل أي شييئ حتي ذاك السهل التنفيذ عندها تأكد أنك أنت من يهزم نفسه ووطنه .
▪️الحكومات مثل اﻷفراد .. وحكوماتنا تشبهنا تماما فإذا رأيتم اﻷوساخ متراكمة في الشوارع ، والاسر تصرف صرفا بذخيا فيما لايستحق ، والناس يدعمون من يخطئ ويسيئ لﻵخرين ، والمواطنين وسلطاتهم المحلية يغضون الطرف عن اﻷخطاء والتعديات علي الحق العام ، عندها لايحق لكم ان تطالبوا الحكومات بالتغيير وتنتظروا منها إنجازا حقيقيا لسبب بسيط أنها حكوماتكم أنتم وهي بالتالي تشبهكم تماما تمارس نفس اخطائكم ولكن باستخدام قوة السلطة وهيبتها.
▪️التغيير الحقيقي ينطلق من منصات تصحيح ثقافتنا الوهمية القائمة علي السلوك السالب والفكرة المشوهة والسيادة الكذوب للعرق والجهة والقبيلة ، مع اﻹحتفاظ بإحترام من يستحق وتشجيع من يبتكر ، ودعم من يحتاج ليس بتوفير المال لﻹستهلاك وإنما التمويل ﻷي نشاط انتاجي، وقد صدق الصينيون في قولهم (لاتعطني سمكة ولكن علمني لكيف اصطاد السمك).