لايستطيع احد ان يتحدث أو يكتب كلمه، عن الكفاح الوطني من أجل الحريات ومناهضة الشموليات المستبده خلال الخمسه عقود الماضيه من عمر الوطن، دون أن يذكر اسم الحاج عبدالله عبدالرحمن نقد، الله،.. هذا القمر الذي أضاء سنينا دون أن يغيب رغم الظلم والحيف الذي أصابه وعلق بجلبابه الأبيض النظيف ولم يطفي ابتسامته الوضاءه بل ظل الحاج فارسا أصيلا من فرسان هذه الحقبه ممتطيا حلبتها وساطعا في ساحاتها، ولم يطوي صفحة نضاله الشامخة و المليئة بالتضحيات الا بعد زوال آخر الشموليات إلى مزبله التاريخ، ثم يزف هو الي الخلود شهيدا عليها وشاهدا على صلفها واستبدادها الذي نال منه من تعذيب وظلم وبهتان، وكل ذلك لم ينل من روحه الساميه، وشموخ وشهامة نفسه التي تسكن أعلى مراتب البساله والشجاعه التي خبرها العدو قبل الصديق.
عرفت هذا الفارس قبل أن التقيه ونحن طلاب تم اعتقالنا إبان ديكتاتورية النظام المايوي المباد سمعنا حكاويه وابداعاته في المعتقلات وكيف كان يعمل لتحويل المعتقل إلى مدرسه تكتشف إبداعات من الحقته ظروف القهر قسرا بها ثم سمعنا عن صبره وسماحة نفسه، إلى أن عشناها ونحن نزامله في مدرسته القسريه الثانيه في ظل شموليه نظام الاسلامويين المستبد الفاشي وكان بلسما خبرته التجربه وصنعت منه هاله من القداسه والابويه تجاه كل المعتقلين، كان ابا واخا وصديقا للجميع يؤثر الآخرين على نفسه في كل شى، فوق كل ذلك كان مهندسا لوحدة القوى السياسية في اتجاه بناء تحالف إسقاط نظام الاستبداد والصلف يذكر بذلك كل ما سنحت الفرصه وهو بالمعتقل، بل بعد ذلك توجته قدراته وكارزميته السودانيه الفريده قائدا للمعارضه في الداخل بمحبة الجميع له والإعجاب ببسالته ومصادمته وصرامته تجاه الانقلاب الاسلاموي، الفاشي، مما عرضه لابشع أنواع التعذيب ومحاولات التصفيه التي واجهها بايمان مدهش وصبر عجيب،…
من أميز سماته انه ربط حياته بالعمل العام والبحث عن المشروع الوطني الديمقراطي وآمن بذلك وهذا سبب أن جل عمره كان بالمعتقلات اوالمطارده والرقابة اللصيقه ، ورغم ذلك كان مصرا على أن يظل بالبلد دون مهادنه أو استجداء من أحد، ظل الحاج عبدالرحمن نقدالله في حياته نموذجا لود البلد بتواضعه الكبير ومروءته الباسله وأخلاقه السودانيه النبيله، رغم تعليمه البازخ وثقافته البائنه ، ربط ما بين الانتماء والثقافه والعمل، جسد ما أمن به صدقا في تضحياته الجسام حتى كانت سببا في رحيله من هذه الدنيا، رحم الله الأمير الحاج عبدالرحمن نقد الله بقدر ما أعطى ومنح حياته كامله لرفعة هذا الوطن وانسانه.
10 أغسطس 2021 م