تضج الساحة السياسية في السودان بحراك كبير للمكون العسكري في احتفالات حاشدة بالعيد الـ (67) للقوات المسلحة. إلى جانب عدد من اللقاءات لقائد قوات الدعم السريع. وخلال هذه الإحتفالات واللقاءات أطلق قادة البلاد تصريحات حظيت بإهتمام دولي وإقليمي. وأبرز هذه القضايا كانت الحديث عن إغلاق الباب في وجه الإنقلابات العسكرية وحماية الفترة الإنتقالية وصولاً لإنتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة تكفل للبلاد مرحة إنتقال آمن والمضي نحو الغايات المنشودة.
وأكد الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الفريق، أن القوات المسلحة سستظل حريصة على التحول والإنتقال الديمقراطي وستوصد الطريق أمام أي محاولات للإنقلاب. وحيا البرهان، في احتفالات الجيش قوات الدعم السريع وقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة على دورهم في حفظ الأمن والاستقرار وصون سيادة البلاد، مشيداً بمساهمات القوات النظامية المختلفة في إستتباب الأمن والطمأنينة.
وقطع النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بعدم حدوث إنقلاب عسكري يقوض الفترة الإنتقالية لافتاً إلى أن السياسيين هم من يمنحون الفرص للإنقلابات بإنشغالهم بالسلطة وإهمال التنمية. وقال في مخاطبة لقوات الدعم السريع بقاعدة قري العسكرية: (نحن العسكريين لن نسمح بحدوث إنقلاب.. نريد تحول ديمقراطي حقيقي عبر إنتخابات حرة ونزيهة ليس مثلما كان يحدث في السابق من غش من خلال تبديل صندوق بصندوق .. الصناديق البملوها من برة ويجوا يفرغوها ديك تاني مافي).
من جانبه أكد عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، أن مشاركة القوات المسلحة في الحكم يعد وضعاً استثنائياً فرضته ظروف التغيير التي حدثت بالبلاد، مما تطلب أن تقف القوات المسلحة جنباً إلى جنب مع شركائها في الفترة الإنتقالية من أجل حراسة مكتسبات الثورة وتأمينها، مشيراً إلى أن الأمور ستعود لأوضاعها الطبيعية بعد الإنتقال إلى وضع ديمقراطي كامل، في نهاية الفترة الإنتقالية التي تعقبها إنتخابات ديمقراطية ونزيهة، والإنتقال إلى النظام المدني الكامل، مؤكداً أن القوات المسلحة ستعود لواجبها الأساسي المتمثل في حماية حدود الوطن وترابه ومقدراته.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن نوايا المكون العسكري واضحة في حماية الفترة الإنتقالية ومكتسبات ثورة ديسمبر. ويتضح من تصريحات أبرز قادة المكون العسكري أنهم لا يرغبون في الحكم ولا نية لهم في الإنقلاب. ولكن بعض الأحزاب المرتعشة تحاول التشويش وتطلق الشائعات بأن العسكر يدبرون لشيئ ما في حملة مستمرة لشيطنة المكون العسكري ودمغهم بكثير من الإتهامات التي استقبلوها بمزيد من الصبر والتحمل لأجل الوطن والمواطن.
ويضيف الخبراء أن الحديث الآن عن الإنتخابات يملأ أجواء المشهد السياسي في السودان خاصة وأن أمريكا والمجتمع الدولي يضغطون في إتجاه التحول الديمقراطي عبر إنتخابات حرة ونزيهة وهو الأمر الذي دفع وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر للإعلان بأن الإنتخابات ستكون في مطلع العام 2024م لتنتفض بعدها الحرية والتغيير وتنفي تصريح الوزير الكبير. أما المكون العسكري فهو الداعم الأول لقيام الإنتخابات تسانده رغبة شعبية كبيرة في الوصول إلى الديمقراطية الحقة عبر إنتخابات نزيهة. فهل استعدت الأحزاب لتملأ الصناديق بجماهيرها العريضة؟.