في ليلة مميزة ضمن أنشطته الثقافية والفكرية الرامية إلى الاهتمام بالمبدعين والمفكرين السودانيين وتكريمهم والتوثيق لهم كرم مركز راشد دياب للفنون ، وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة الدكتور حيدر إبراهيم في منتدى جاء بعنوان ” أيقونة الفكر ” قدم فيه كل من عالم عباس محمد نور ، أبو عاقلة إدريس إفادات حول سيرة ومسيرة الدكتور حيدر إبراهيم الثقافية والفكرية ، فيما أدار الجلسة هيثم الفضل .
وبداية تعرض هيثم الفضل إلى مسيرته الفكرية وحياته الفلسفية ، فقال أن الدكتور حيدر إبراهيم انطلق في نشاطه الفكري من وجهة نظر احترام فكر الانسان وثقافته متكبداً في ذلك الكثير من المشاق في سبيل توصيل رسالته للناس ، فطرق مجالات فكرية متعددة أبرزها حرية التعبير وحقوق الانسان كثوابت موجودة في دولة القانون التي يسعى إلى التأسيس لها ، مشيراً إلى الكثير من منشوراته ومؤلفاته الثقافية والفكرية ، وخلص هيثم إلى أن الدكتور حيدر إبراهيم يمتلك قدرة كبيرة على انتاج الأفكار ، مشيراً إلى أن عناوين كتبه توحي بشاعرية عظيمة تنبع من الواقع المعاش ، وأضاف أن الدكتور حيدر رجل باذخ الفكر والعطاء وهو ظاهرة استثنائية متفردة ،هذا إلى جانب حديثه عن السمات الانسانية في شخصية الدكتور حيدر إبراهيم .
أما أبوعاقلة إدريس في افادته تحدث من وجهة نظر ثقافية وفكرية ، فقال أن الدكتور حيدر إبراهيم أعاد انتاج الكثير من المشروعات الثقافية والفكرية والثقافية لعدد كبير من المبدعين السودانيين ، مشروع الشاعر محمد محمد علي نموذجاً ، مشيراً أبو عاقلة إدريس إلى المساجلات التي دارت بين المفكر محمود محمد طه والشاعر محمد محمد علي على صفحات جريدة الجمهورية في عام 1966م ، ووصفها بأنها من أعمق المساجلات الفكرية في الصحافة السودانية ، وأضاف بأن الدكتور حيدر أعاد فلسفة الشاعر محمد محمد علي من زوايا مختلفة ، مؤكداً على أن الشاعر محمد علي يعد واحداً من أبلغ الناس في علوم اللغة العربية ، إضافة إلى أنه قد جهر بآرائه الفكرية في وقت مبكر حيث كان جريئاً جداً في نقده .
ومن جهة حسب حديث أبو عاقلة إدريس أن الدكتور حيدر إبراهيم في دراسات سودانية أعاد تقديم الشاعر صلاح أحمد إبراهيم من زاوية مغايرة فكانت له رؤيه نقديه لموقف صلاح احمد ابراهيم من انقلاب الثلاثين من يونيوعام 1989م فذهب إلى أن الدكتور حيدر إبراهيم في أزمة تيارات الاسلام السياسي توقف ناقداً بما أسماه النفاق الاجتماعي الذي إعترى بعض المسلمين السودانين ، وخلص إلى أن الدكتور حيدر إبراهيم يعد واحداً من أيقونات الفكر السياسي المناضل في السودان ، هذا إلى جانب رفده إلى الصحافة السودانية بالعديد من المساجلات الفكرية بمادة علمية عميقة من حيث الفكر والاختلاف .
و توقف عالم عباس عند جوانب مختلفة في حياة وسلوك الدكتور حيدر إبراهيم ، ووصفه بالوهج العظيم الذي أضاء سماء الفكر السياسي في السودان ، وأضاف أن حيدر في هذا الصدد غرس في تلاميذه كل الأفكار النيرة والجميلة وذلك من حيث الغوص عميقاً في بحور الفكر الثقافي والفلسفي في السودان ، وناقش من منظور ثقافي الكثير من الموضوعات والقضايا السياسية والاجتماعية ، وذهب إلى أن من عظمة الدكتور حيدر أنه يراجع مواقفه فليست له مواقف صمدية بل كان مفكراً وإنساناً قابلاً للمراجعة والمناقشة وقبول الرأي والرأي الآخر ومراعاة مشاعره بكل تواضع واحترام ، مشيداً
بكل الاسهامات الثقافية والفكرية العظيمة للدكتور حيدر إبراهيم على المستوى الانساني السوداني وعلى المستوى العربي. وفي كلمته أشار الدكتور حيدر إبراهيم إلى بعض المؤثرات التي ساهمت في تجربته الفكرية أهمها أنه تربي وسط عدد كبير من الحبوبات ولذلك كانت الحياة عنده مليئة بالدلع والحرية ، هذا على مستوى الطفولة ، أما في مرحلة الثانوية قال تأثرت بكتابات وأفكار الكاتب سلامة موسى وكذلك تأثيره بأفكار وفلسفة سارتر الذي تعلم منه قيمة الحرية موضحاً بأن هذه الحرية هي الحرية المرتبطة بالمسئولية والالتزام بالقيم العليا ، وذكر أن فلسفة سارتر هي فلسفة أعلى من قدر الانسان ، وأضاف الدكتور حيدر إبراهيم أنه ليس عيباً أن تكون مرتبط بالثقافة الغربية ، هذا إلى جانب دراسته بألمانيا التي وجد فيها الكثير من المفكرين والفلاسفة .
وحول رؤيته عن مستفبل السودان السياسي قال أنا لست متفائلاً ولا متشائماً على الوضع في السودان ، لافتاً إلى أن السودان توجد به الكثير من الخيرات ، مناشداً ثورة ديسمبر بالاهتمام بها ، هذا إلى جانب مطالبة الثورة بالاهتمام بالبرامج الثقافية التي غابت طويلاً من برامج الأحزاب السياسية في السودان ، ، وقال أن مستقبل السودان مرتبط بقيام مشروع وطني سوداني حديث قائم على أسس فكرية وعلمية ينهض بالسودان من وهدته وثباته وكذلك استنهاض القدرات الشبابية للمساهمة في التنمية والنهضة السودانية .
و أشاد الدكتور راشد دياب بعمق الفكر والأفكار عند الدكتور حيدر إبراهيم وذلك من حيث الحرية والصفاء في نفسه واحترامه للوطن والآخرين ، وذهب الدكتور راشد إلى أن الدكتور حيدر إبراهيم له استنارة قوبة ذات أهمية كبيرة علي الفكر السوداني ، وأرجع الدكتور راشد أسباب تأخر السودان إلى عدم مواكبة السياسة إلى البرامج الثقافية .
وقد تم تكريم د . حيدر ابراهيم من قبل مركز راشد دياب للفنون بشهادة تقديرية ولوحة تشكيلية من اعمال الفنان راشد دياب . وفي الختام قدم الفنان عمر إحساس عدد من الأغنيات الجميلة والتي تفاعل معها جمهور المنتدى .