الفيسبوك يذكرنى بأن اليوم عيد ميلاد كبشة من الاصدقاء فى قائمتى ، امطرالله حياتهم بالسعد وراحة البال ، وقد دفعنى الفضول لمراجعة اعمارهم ووجدت اسم بنداك اوكة صاحب الست وستين عاما والذى يحتفل من حين لاخر بولادة حفدة جدد له ضمن المحتفلين فى اشعار واحد مع الأيفاع ، نزجى لأوكة الدعوات القلبية بالسعادة والهناء فى هذا اليوم الاغر من سنين حياته الطويلة باذن الله . واوكة لمن لا يعلم هو محمد داءود بتاع حركة تحرير كوش الذى فاجأ الناس بادعائه قيادة حركة مسلحة تقاتل من اجل تحرير اهل الشمال الاقصى دون ان يتحف جماهيره فى أرض نوباتيا بمقطع فيديو ولو مفبرك يظهر جنوده يؤدون له التحية العسكرية و ينشدون الجلالات المكية المستلهمة من اغنيات ( الحادى ) مكى على ادريس المكرسة لرفض الاغراق وطمس الهوية .. معقول حركة يتوهط قائدها اجتماعات نداء السودان فى باريس جنبا الى جنب مع عقار ومناوى وجبريل ، ويشارك فى مفاوضات جوبا للسلام تعجز عن مد جماهيرها حتى ولو بصورة فوتوغرافية لرماة الحدق علما بانه مع اجواء الحرية التى تعيشها البلاد اليوم اجتاحت الحركات المسلحة الخرطوم باسلحتها ورأى الناس مقاتليها رأى العين باستثاء المقاتلين الكوشيين القادمين من ارض الاقواس ..هل ياترى تاهوا فى صحراء العتمور .. هل يخبؤهم القائد الجبار فى وادى سرى خلف جبال وادى حلفا خوفا من العين والحسد .. ام انهم يتمركزون فى أرقين الجديدة لحماية مشروع اعادة بناء أرقين مسقط رأس قائدهم من وراء حجاب ، هل يا ترى قضى عليهم فى كمين فى خور موسى باشا ام انهم تمردوا على قائدهم وتوجهوا شمالا لتحرير نتوء حلفا المتنازع عليه مع مصر .. هل هم جنود من الملائكة ركب الله لهم اجنحة فطاروا بعد اكمال مهمتهم ؟؟
منذ البداية ، بدا اسم حركة تحرير كوش شيئا مثيرا للضحك لان كوش تمثل رقعة ضخمة فى القارة ، ولو كان كوش مصطلحا دقيقا لاستخدمه القائد العظيم جون قرنق ،
دلالات الاسم اوحت للناس بان اصحابها يوسعون الضيق المعبأ برائحة البارود فى مضيق كدنتكار هروبا من القضايا الحقيقية للجماهير ، ماجعل الامر يظهر وكانه محض استهبال !!
لكى لا اظلم الرجل فقد رأيته فى مظاهرة فى واشنطن ضد السدود ، وقال لى ان خلفيته فى الكفاح نقابية وانه طاف على المنطقة المتأثرة بالسدود من قبل وانه جاء خصيصا للمظاهرة من كنساس سيتى ، وكان يكرر فى حديثه انه صنديد فى مقاومة الكيزان وانه جاء راسا من المطار ، وسيعود اليه بمجرد انتهاء المظاهرة .. واحسست به كمن يريد شمبالا وان يبشر له الناس بالجريد الاخضر ، والكارثة ان القائد المهندم كان قد جاء للمظاهرة لوحده وبصفته قائدا لاحدى الحركات المسلحة .. وقد وجدته يتحدث فى قروب غرضه الاعداد للمظاهرة فنبهت جماعة المنظمة ونصحتهم بضرورة استبعاده نهائيا من صفوفهم كمنظمة تحمل شعار العمل السلمى ناهيك عن انه فى مجمل حديثه كان يحاول تفنيد اتهامات وجهت له بانه متواطىء مع الكوز الامنجى سلاف الدين !!
تنبره بحمل السلاح زورا و مزاعم علاقته بامن الكيزان وسرقته للسان النوبى نسفت امكانية اى قبول له لدى الشارع النوبى ، لا يعقل ان تقوم بجولة واحدة فى المنطقة مثل المفتش الانجليزى وتقول للعالم انك تمثل الاهالى فى وقت ترى فيه لجان مقاومة منتخبة وخلفها اسود استخدموا صوتهم ومارشاتهم السلمية وحدهما دون سلاح واستطاعوا منع اقامة السدود لدرجة ان رأس الافعى عمر البشير سأل بنبرة ضعف تابعه عبد الرحيم على الهواء : هل الارض مقدسة لكى يرفض اهلك السدود؟!!
أغلب الظن ان داءود تم الحاقه بنداء السودان لاستخدامه كورقة تحسبا لاحتمال تمدد اجندات الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة عبد العزيز الحلو فى اراضى نوبة الشمال ولا يستبعد ان يكون ذلك من تخطيط امن الكيزان ..
ان حصاد الغربة اقصد حصاد نضال داءود الثورى كحركة تحرير لم يحدث تغييرا فى حياة الجماهير التى يدعى تمثيلها ، لذلك يلزمه اعتذار لانه كذب عليهم بادعائه انه يحارب بالسلاح من اجلهم فى زمن الحرب ثم سرقته لصوتهم فى زمن السلم . الحركات المسلحة التى جلست معها فى جوبا يا بنداك انتهى بها الامر الى ترتيبات امنية وانت ترتيباتك الامنية كانت اتهامات طالت ذمتك المالية وعزلك والاقلال من شأنك من قبل جماعتك نفسها ،
الظروف التى تمر بها المنطقة تتغير بسرعة من سىء لأسوأ ، وقد تفاقمت ازمة التعدين العشوائى بدخول زملائك من الحركات المسلحة فى هذا المجال .. ماذا يريد هؤلاء الاشاوس من قومك ومنطقتهم الوادعة ؟
اترك اهلك فى حالهم يا بنداك ، هذا ليس وقتا للهزار ، هذا اوان الكلام الجد ، هذه المرحلة بقضاياها الغريبة والعجيبة ليست فى حاجة للهرتلة.. انت وغيرك ممن يتحفون الفضاء النوبى بالصوت الفردى النشاز عليكم التراجع ..دع اهلك ينخرطون فى تحالف – جامع لا يستبعد احدا – ببرنامج حد أدنى يحقق المطالب المشروعة وانصرف للخلف دور !!