صراع الأفيال
تحكم هذا العالم قوى دولية فاعلة وفق قدراتها الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية الجبارة مع السماح بمساحات للدول الأخرى محسوبة.
أبرز تلك القوى وطموحاتها الٱنية:.
الولايات المتحدة
ينتهج الرئيس الحالي بايدن سياسة حكيمة تنطوي على الانسحاب التدريجي من تدخلاتها العسكرية الخارجية والتركيز على الداخل في ضوء تحديات كرونا وضرورات دعم مواطنيها وتحديث بنيتها الذاتية’ بالطبع مع الحرص على مصالحها الحيوية وحراستها بل وتعظيمها.
وتجلى ذلك جليا في موقفها من أحداث أفغانستان المثيرة.
الصين
تتابع تمديد شبكتها الاقتصادية في كل القارات بمنأى عن التماس السياسي المباشر وهي تنطلق في مشروعها الاقتصادي الضخم المتمثل في طريق الحرير الحديث الذي يربطها بشكل وثيق بنحو 60 دولة ويسهل تعاملها أخذا وعطاء واستثمارا.
من أذرع الطريق شبكة سكة حديد تربط بورتسوان بدكار. وستباشر شركات صينية خط حديد من بورتسودان إلى سنار في مرحلتها الأولى.
روسيا
تكاد تكمل مشروع السيل الشمالي 2 الذي يضاعف نقل الغاز المسال من حقولها الوفيرة إلى ألمانيا على امتداد 1200 كلم عبر بحر البلطيق واضعة بذلك قدما راسخة في أوروبا الشريك التقليدي لأمريكا.
أين موقعنا؟
السودان مثله مثل الدول النامية خاصة في قارتنا كنز العالم بمواردها الطبيعية الهائلة تتقاطع فيه أطماع الديناصورات العملاقة ال 3 إضافة إلى فرنسا التي جعلت من نفسها حديثا حاضنة أوروبية للسودان وشئونه وشجونه بديلة عن بريطانيا التي يتضاءل دورها التاريخي لعوامل متعددة.
ولا ننسى عيون الجيران علينا الطامحة الطامعة التي تؤدي أدوارا متزايدة مدفوعة من مصالحها الخاصة وإنابة عن قوى عالمية نافذة.
نحن لسنا وحدنا في بلادنا ولكن حولنا وبيننا خيوط كثيرة متشابكة مرئية وخفية ما يتطلب دهاء وحكمة ويقظة متعاظمة.
وللسودان رب يحميه
أنور محمدين