قال مواطنون لم يعد بمقدورهم شراء “اللحوم الحمراء ” بسبب استمرار ارتفاع اسعار اللحوم في جميع الجزارات والملاحم في ولاية الخرطوم بنسبة مضاعفة ثلاثة مرات مقارنة بالشهرين الماضيين .
في مايو المنصرم ارتفع سعر العجالي في الاسواق المحلية بنسبة (100%) مقارنة بشهر ابريل 2021م حيث بلغ (1400) جنيه للكيلو ، وقفز سعر الضأن الى (1800) جنيه للكيلو وهو ما يمثل زيادة طفيفة بنسبة 30% مقارنة بابريل ، وازدادت الاسعار مرة اخرى في يونيو ليصل كيلو العجالي الى ( 2000) “اثنان “الف جنيه ، وبلغ سعر الضأن ( 2400) جنيه ، بينما زاد سعر العجالي وبلغ في يوليو (2200) جنيه استقرت اسعار الضأن في مستواها لتشهد قفزة في اغسطس الجاري بمعدل بسيط فيما بلغ سعر العجالي (2400) ضاربا بذلك ارقاما قياسية .
اشتكى عدد من المواطنين من عدم مقدرتهم لتوفير تكاليف (قفة الملاح ) فيما يتعلق باللحوم من مختلف انواعها الامر الذي بات يشكل هاجسا كبير للجميع ، مشيرين الى وجود زيادات مفتعلة يقوم بها الجزارون ، وان الاسعار لا تخضع لاي نوع من الرقابة من كافة الجهات المختصة
بالنسبة للمواطن عثمان احمد ، هذا الوضع سئ جدا فاضحت الزيادة في اسعار اللحوم شهرية وهناك تفاوت من ملحمة الى اخرى ، ولا يرى وجود مبررات للزيادة فالغلاء الذي تشهده اللحوم الحمراء اسهم في خلو مائدة الغذاء اصناف كثيرة تكون اللحوم اهم عناصرها ، واستطرد قائلا : اعتمدت الكثير من الاسر محددودة الدخل وحتى الاغنياء ” مرقة دجاج ماجي ” كبديل اساسي في صناعة ” الملاح ” ، بالتالي اصبح توفير الغذاء الامن الهم الاول والاخير للمواطن السوداني
ويواصل عثمان حديثه لـ”التحرير ” ، انه اصبح يشتري الكيلو من الجزار بمبلغ 2400 جنيه وتقسيمه على ايام الاسبوع وهو امر قاسي حيث ان مرتبه لا يتجاوز الـ(30) جنيه تذهب منها حوالي ( 9600) جنيه للعجالي فقط حفاظا على صحة اسرته وعدم تعرضها لامراض بسبب عدم تناول اللحم ، يقول انه لاحظ اتجاه بعض الجزارين في الاسواق الشعبية داخل المناطق السكنية الى البيع بالتجزيئة وعرض اللحوم بـ”الكوم ” وهو اقل من الربع ليسهل على المستهلك الحصول على السلعة بالسعر المحدد (300) جنيه لكوم العجالي و(325)جنيه لكوم الضان
تحديات تواجه الجزارون
يشتكي جزارون من ارتفاع تكاليف اللحوم من السلخانات بولاية الخرطوم ، مشيرين الى تعرضهم للخسائر بسبب الازمة الاقتصادية وعزو اسباب الغلاء الى شح الوارد من الولايات وانعكاس الصراعات القبلية التي انعكست على القطاع بشكل كبير ، وتوقعوا ان يشهد السوق زيادات في الاسعار خلال الفترة المقبلة لضعف الاقبال واحجام المواطنون عن الشراء ، وطالبوا بضرورة زيادة المسالخ ومحاربة الذبح “الكيري ، وربط الجزار الريح بابكرارتفاع اسعار اللحوم بالدولار والى ارتفاع سعر الصادر ، مطالبا بضرورة تفعيل دور اسواق البيع المخفض دون احتكارها الى جهه معينة ، وكشف عن خروج عدد كبير من الجزارين من القطاع وهناك كثيرون يقضون اوقاتهم خلف قضبان السجون لعجزهم دفع رسوم الرخص التجارية
لوقت قريب كانت اسعار اللحوم لا تتجاوز الـ(150) جنيه وكان المواطن ينعم برخاء رغم محدودية المرتبات ، غير ان الازمة الاقتصادية التي ضربت السودان بعد سقوط نظام الانقاذ خلقت وضعا معيشيا صعبا واستعصى على الكثيرون تحمله ، وادى الى فوضى في الاسواق وباتت رقاب المواطن يحيطها طوق التجار وبالرغم من اتخاذ الحكومة الانتقالية عدة اجراءات وحزم سياسية الا ان الوضع مضى نحو الاسوأ وفشلت كل المحاولات الرامية للاصلاح
الاسباب وراء الازمة
تقول مصادر تحدثت لـ”التحرير ” ، يمتلك السودان اكثر من (112) مليون راس من الماشية مما جعل البلاد تعتمد عليها كأحد الموارد الرىيسية للنقد الاجنبي وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور اتجه مصدرو الماشية لسد فجوة الايرادات من النقد الاجنبي عبر تصدير أكبر عدد من الماشية ونسبة لاصطدام عمليات التصدير بازمات اخرى منها تفشي وباء “كورونا “وحمى الوادي المتصدع وظهور حميات مختلفة في العام الماضي خلق ربكة في القطاع ادت لعدم استقرار الاسعار في الاسواق
قال د. عادل فرح ادريس وكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية ان الثروة الحيوانية تشكل نسبة 20% من الدخل القومي ، وتدعم الخزينة العامة بالعملات الصعبة وانها احد اهم دعائم الاقتصاد الوطني ، واكد في تصريحات سابقة مواصلة العمل وفق خطط الوزارة التي تستهدف توفير الامن الغذائي للمواطن ومحاربة الغلاء