في ختام اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد يوم الثلاثاء كشف رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، رئيس الدورة الحالية للإيقاد، عن زيارة من المُزمع أن يقوم بها خلال نهاية الأسبوع الحالي لدولة جنوب السودان بغرض الاطلاع على سير تقدم اتفاق السلام المُعاد تنشيطه بدولة جنوب السودان ولقاء القيادة بجنوب السودان، في ظل التطورات الأخيرة، بما يخدم السلام والاستقرار في البلدين الشقيقين.
عودة الصراع:
وعاد التوتر إلى جنوب السودان، بعد أن أصدر القادة العسكريون قراراً بفصل رياك مشار والذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية من رئاسة الحركة والحزب، الأمر الذي أدى إلى اندلاع معارك طاحنة بين فصائل متناحرة داخل الجناح العسكري للحركة الشعبية. ليشكل ذلك ضغطا إضافياً على إتفاق السلام الذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار والرئيس سلفا كير.
بيان الخارجية السودانية:
ودعت وزارة الخارحية السودانية كافة أطراف النزاع الحالي في جنوب السودان للتوقف الفوري عن المواجهات المسلحة والبحث عن السبل السلمية للتعبير عن انشغالاتهم الداخلية في الحركة الشعبية بالمعارضة وعدم الانجراف تجاه الحروب التي لا تخدم أحداً. وأعربت الخارجية في بيان لها، عن انشغالها الشديد تجاه الخلافات التي حدثت داخل الحركة الشعبية بالمعارضة والتي تطورت إلى مواجهات مسلحة في المناطق المتاخمة لحدود السودان.
اشتباكات في المقينص:
واشتبكت القوات الموالية لرئيس الأركان السابق للجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض، سيمون جاتويش دوال، مؤخراً مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في منطقة المقينص بالقرب من الحدود السودانية. وقال السودان أنه يراقب الأوضاع عن كثب في مسرح الأحداث باعتباره متاخم للحدود الجنوبية للسودان، وحذر من أنه لن يسمح لأي نشاط مسلح داخل الأراضي السودانية من أي طرف ضد الآخر.
بيان البعثة الأممية:
من جانبها طالبت البعثة الأممية بدولة جنوب السودان أطراف المعارضة المسلحة بقيادة نائب رئيس الجمهورية ريك مشار والجنرال سايمون قاتويج، بالسعي من أجل حل خلافاتهم بالطرق السلمية حتى لا تؤثر صراعاتهم على تنفيذ بنود اتفاق السلام. وقالت البعثة الأممية، في بيان: (نحن في الأمم المتحدة نعرب عن قلقنا البالغ للتطورات التي تشهدها المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، والتي أدت لوقوع مواجهات مسلحة بين أطراف المعارضة في منطقة المقينص الأسبوع الماضي). ولفت البيان إلى أن البعثة تضم صوتها للهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا إيجاد ولمؤسسة الرئاسة بدولة جنوب السودان، ومنظمات المجتمع المدني، في المطالبة بإدارة تلك الخلافات بطريقة سلمية.
حميدتي وسلام جنوب السودان:
بذل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو جهوداً مقدرة في إحلال السلام في السودان وجنوب السودان حتى تم تكريمه في فعالية شهيرة بجوبا تقديراً لأدواره الفاعلة لما تحقق في هذه الملفات الحساسة والتي تمس بصورة مباشرة الأمن في الدولتين. ومواصلة لجهوده ظل دقلو في تواصل مستمر مع قيادات دولة جنوب السودان لبحث مسار تنفيذ اتفاق سلام جنوب السودان ومناقشة القضايا المتعلقة بالترتيبات الأمنية لسلام جنوب السودان. وطالب دقلو، المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بالمساعدة في تنفيذ الإتفاق عبر الوقوف على المشاكل التي تقف عائقاً لتنفيذ الإتفاق وإيجاد حل لها.
حمدوك في جوبا:
وتأتي زيارة حمدوك إلى جوبا لمواصلة جهود دقلو والسودان الذي يعتبر ضامناً لإتفاق جنوب السودان إلى جانب تمثيله للإيقاد التي تسعى بشتى السبل إلى وقف نزيف الحرب. وتوقع مراقبون أن تشهد زيارة حمدوك إلى جوبا مساراً آخر في ملف سلام السودان مع الحركة الشعبية شمال مشيرين إلى أن الزيارة ربما تشهد لقاءً مع قائد الحركة عبد العزيز الحلو تمهيداً لجولة قادمة بين الحكومة الإنتقالية وحركة الحلو لأجل الوصول إلى سلام دائم في السودان.