أسفرت قرعة كأس الأمم الأفريقية عن وقوع منتخبنا في المجموعة D مع منتخبات نيجيريا ومصر بالإضافة إلى غينيا بيساو ، تختلف الأمنيات لهذه الرحلة التي يعتبر الكثيرون ان مجرد الوصول إلى الكاميرون هو إنجاز وهي حقيقة اذا نظرنا إلى مشاركاتنا طوال تاريخ البطولة منذ اول تنظيم لها بالسودان والذي يعتبر أحد أهم أضلاع المثلث المؤسس لاتحاد القارة السمراء وصولا إلى هذه النسخة 2021 والمؤجلة إلى مطلع 2022 بسبب فايروس كورونا فإننا في التصنيف الرابع والأخير وهو السبب في وقوع منتخبنا عادة في مجموعة صعبة نظريا وليس كما يعتقد الكثيرون بأن الحظ دائما ما يدير وجهة عنا وهنا يفرض السؤال المعتاد نفسه ما هي حظوظنا في البطولة ؟ أعتقد أن أفضل من يجيب على هذا السؤال من ناحية فنية هو الجهاز الفني بطبيعة الحال. ولكن أريد أن أشير إلى بعض النواحي الأخرى والتي أتمنى أن يهتم بها الجهاز الفني والإداري للمنتخب وهي النواحي التحليلية والتي أصبحت تولي لها جميع المنتخبات والأندية في العالم الاهتمام الكبير واركز هنا على جانبين للتحليل ، الاول هو التحليل الفني والذي أصبح له وظيفة أساسية ومتخصصين في الطاقم الفني يقومون بتحليل الفرق المنافسة وإبراز نقاط القوة والضعف فيها مما يساعد المدير الفني في تحديد التشكيلة وطريقة اللعب والتكتيك المناسب والخروج بالمطلوب من المباراة ، وفي اعتقادي انهم قدموا اضافة كبيرة للأندية السودانية والمنتخب في الفترة الاخيرة والتي تجلت في ظهور منتخبنا في المحافل المختلفة واشير هنا على سبيل المثال إلى المحلل ايمن يماني الذي شغل هذه الوظيفة مع نادي المريخ فترة تولي المدرب الانجليزي كلارك، وأيضا كابتن محمد بشير بشه والذي عمل كمحلل فني مع المنتخب الزامبي اثناء التصفيات لهذه المنافسة وأتمنى أن يكون قد تم تعيين احدهما مع المنتخب في هذه الفترة المهمة.
التحليل الثاني إن جاز لي تسميته هو التحليل الواقعي او المنطقي للأحداث ويكون حسب المنافسة التي انت بصدد الدخول فيها هل هي امام منافس واحد بخروج المغلوب من مباراة واحدة، ام ذهاب و إياب، او بطولة مجمعة تبداء بمجموعات وتتمرحل إلى خروج المغلوب بالمواجهات المباشرة في المراحل المتقدمة حتى الوصول إلى المباراة النهائية ، اذا أخزنا هذه البطولة كدراسة حالة لتطبيق التحليل الواقعي او المنطقي يجب أن نشرح القواعد المنظمة للبطولة ، تتكون المنافسة من ٢٤ منتخب على ٦ مجموعات ٤ على كل مجموعة مصنفين على أربع مستويات يتأهل الاول والثاني مباشرة إلى الدور القادم وهو دور ١٦ ، يصبح لدينا ١٢ منتخب يضاف إليهم افضل ٤ منتخبات يحتلوا افضل مركز ثالث، ما يعني أن هنالك ٨ منتخبات سترجع إلى عواصمها من الدور الاول وحسب التصنيف نحن أحد هذه المنتخبات وهو الذي تم عليه التوزيع على المجموعات، اذا يصبح الهدف الأول لنا التاهل إلى الدور الثاني وهو ما يحقق لنا انجازين الاستمرار في المنافسة، وتحسين ترتيبنا على مستوى المنتخبات وصعود المنتخب إلى المستوى الثالث بدلا من الرابع في مقبل المنافسات هذا نظريا ومنطقيا بالطبع لان هذا التصنيف يعتمد على تجميع النقاط تراكميا. لحسن الحظ مباراتنا الأولى مع الحلقة الاضعف بالنسبة لنا في المجموعة وهي غينيا بيساو وتعتبر المفتاح للتاهل لوجوب الفوز عليها والظفر بثلاث نقاط والتي قد تكفينا للتاهل كأفضل ثالث في النهاية، المباراة الثانية مع نيجيريا ثم المباراة الاخيرة مع مصر واعتقد كسب نقطة من هاتين المباراتين كافية لتأكيد صعودنا من هذه المجموعة كأفضل الثوالث او ثاني او حتى كأول لانه في اعتقادي ان كسب النقاط سيكون صعب في هذه المجموعة لذلك فارق الاهداف قد يحسم الترتيب في النهاية وهو أمر مهم جدا، دائما ما الاحظ عدم الاهتمام به من قبل المنتخبات والاندية التي تمثلنا باضاعة الوقت أو التراخي في المباريات التي نكون فيها الطرف الفائز متناسين قواعد البطولة المعتمدة على فارق الأهداف. قواعد البطولة تقول إن أول مجموعتنا سوف يقابل ثالث احد المجموعات B ,C ,E وهي منتخبات في مقدورنا المرور بسهولة منها، أما ثاني المجموعة سيقابل اول المجموعة E وهي نظريا الجزائر حاملة اللقب واحد افضل المرشحين والمصنفة اولا في البطولة ، ثالث المجموعة في حالة اختياره كافضل الثوالث سوف يواجه اول المجموعة A وعلى الورق ستكون الكاميرون صاحبة الأرض والجمهور او اول المجموعة B وستكون السنغال على رأس هذه المجموعة بطبيعة الحال.
على ضوء هذه البيانات والمعلومات يجب على الجهاز الفني دراستها وتحليلها لمساعدتهم في اتخاذ القرارات السليمة لمعرفة المطلوب في كل مباراة على حدا واضافت النتائج بعد كل مرحلة وإعادة استخراج الاحتمالات وذلك بعد حسم الإجابة عن سؤال ما هو الخيار الأمثل لهم كمواجهه في المرحلة المقبلة تكتيكيا وفنيا ونفسيا، عليه سوف يسهل عليهم معرفة طريقة اللعب لكل مباراة وتجهيز التشكيل المناسب لخطة اللعب دفاعية، هجومية، الفوز فقط! ام باهداف كثيرة! ، يخرج بالتعادل ام تطييع الوقت للخروج بنتيجة تضعنا في ترتيب معين وهكذا ، خاصة بوجود المنتخب المصري والذين يعرف عنهم التحليل الدقيق لكل شاردة وواردة في سبيل التأهل وعدم مقابلة منافس صعب في المرحلة المقبلة وخروجهم مبكرا خاصة إذا ما قابلوا الجزائر .
أتمنى أن يكون الجهاز الفني على دراية و وعي بكل هذه الامور لتطوير الكرة السودانية وارجاعنا إلى المنافسات بصورة دائمة بما يسهم في تحسين ترتيبنا العام، وإشراك اللاعبين وتثقيفهم بهذه الامور للارتقاء بفكر اللاعب السوداني ورفع العقلية الاحترافية لديهم . أمنياتنا بالتوفيق للمنتخب ورفع اسم وطننا بين الأمم.