يطيب لي العدس الذي يشكل وجبتي المفضلة، وأتفاءل حين تفوح “قدحة الثوم” في أرجاء البيت، فهي من أقوى المؤشرات على اقتراب العدس من مائدتي.
آخر اكتشافاتي أن العدس ليس هو المتهم الأول الذي يلهب معدتي بالحرقان، فإفراطي في أكله حين تجمعني به المجامع هو السبب الأول والأخير، فلا لوم إلا على نفسي .. تلك الأمارة بكل ما يضر.
هل نحن مفرطون في تناولنا وتقييمنا للأشياء ؟
مطربنا المفضل هو النجم الذي يطفئ حتى وهج البدور، وفريقنا المفضل هو الذي يسحق الآخرين رغم سجله الحافل بالهزائم والخيبات!
نمارس الديمقراطية بنهش الزعماء، وتبخيس الرموز، وتأتينا الدكتاتورية فنحيل الباطش إلى صنم يحظى بالعبادة والقرابين!
من يرحلون عنا نحيلهم إلى ملائكة في أخلاقهم وصفاتهم، ومن نعاصرهم في دنيانا هم شياطين مشيطنة إلى أن يثبت العكس !
قال لي صاحبي إن قريبه المسؤول الكبير لا يبر بأهله، ولا يخدمهم، واكتشفت أن سبب حكمه هو أن الرجل رفض استغلال وظيفته في التصديق لصاحبي بما لا يستحق !
نفس المسؤول الكبير قد نجعله أيقونة وسط الأهل إذا استغل وظيفته وقدم لنا خدمة خاصة .. رغم أن هناك من هو أحق منا بنفس الخدمة.
الإفراط هو أول خطوة في التفريط .. وكل حلو سيستحيل علقما حين يبدأ بهوى النفس وإغوائها.
نصيحتي .. خذوا “ما يرضيكم” من العدس وليس ” ما يتخمكم”
حماكم الله من أي تهمة أو تخمة أو حرقان !