ضعف تواصل القادة مع الجماهير

نجحت ثورة ديسمبر لأنها استطاعت ان توفر عبر صفحة تجمع المهنيين علاقة تواصل فعالة بين الجماهير، حيث كانت صفحة التجمع في أيام الثورة هي الشفرة والرسالة والشرارة، كانت هي وسيلة الاتصال والتواصل الفعالة، فعالية هذه الصفحة صنعت انتصار الثورة وحشدت الجماهير في الشوارع والميادين.

على نفس المنوال اذا أرادت حكومة الثورة أن تنجح فيلزمها ان تكون على اتصال وتواصل فعال مع الجماهير، عبر كل الوسائل الممكنة، وفي عالم اليوم لم تعد الوسائل مشكلة، بل أصبحت الوسائل التكنولوجية ميسرة وسهلة وفي متناول المسؤلين الحكوميين وفي متناول الجماهير، الاستفادة القصوى من هذه الوسائل قد يصنع نجاحا باهرا للحكومة الانتقالية.

عملية التصال والتواصل بين القادة والجماهير لها أربعة عناصر؛ المرسل، الرسالة، المستقبل، التغذية الراجعة. المرسل هم القادة والمسؤولين، الرسالة هي البرنامج او الأهداف او الخطط الخ، المستقبل هم الجماهير، التغذية الراجعة هي رد الجماهير او استجابتها او ملاحظاتها.

يهتم غالبية المسؤلين بإرسال الرسالة، ولكنهم لا يهتمون بآراء الجماهير، لا يوفرون وسائل تواصل فعالة تمكنهم من استلام التغذية الراجعة من الجماهير، وهذا يعني فقدان التواصل مع الشعب، وفقدان التواصل مع الشعب يقود إلى نتيجة واحدة وهي فشل المسؤل في معرفة متطلبات ورغبات الشعب وبالتالي فشله في خدمتهم.

سوف استعرض في هذا المقال بعض الأمثلة لوسائل التواصل والاتصال التي ستساعد القادة والمسؤولين في عملية التواصل الفعال مع الجماهير .

اولا وسائل التواصل الالكتروني؛ مهم ان يكون لكل قائد سياسي موقع الكتروني رسمي او مدونة رسمية او حساب رسمي عبر تويتر او الفيسبوك، عبرها يقوم بارسال رسالته للجماهير في شكل رؤية وافكار وبرامج الخ، ويستقبل الردود الراجعة عبر ذات الوسيلة.

حساب تويتر مهم جدا لان تويتر صار أسرع منصة لنقل الأخبار حول العالم، السودان يسيطر عليه الفيسبوك، ولكن تويتر المنصة المسيطرة عالميا، لذلك على القادة الاستفادة من تويتر في مخاطبة العالم.   

التواصل التنفيذي؛ ويعني التواصل عبر الهاتف او الفاكس أو البريد الالكتروني الخ، القادة التنفيذيون يحتاجون لرأي الجماهير، لاستجابتهم، لمشاكلهم، لاراءاهم. تحديد رقم هاتف او بريد الكتروني او رقم واتساب للجماهير سيمثل تغذية راجعة مهمة جدا لعمل وأداء القادة، ويكمل دائرة التواصل.

وضوح عنوان القادة؛ مثلا عنوان مجلس الوزراء، والوزارات والمؤسسات الحكومية في العاصمة والولايات، بالخرائط والأدلة وارقام الهواتف، هي من أساسيات التواصل حيث تزود الجماهير بكل العناوين المطلوبة. يجب إصدار نشرة دورية محدثة بهذه العناوين، سنوية او نصف سنوية.

المؤتمرات الصحفية الراتبة والرد على استفسارات الصحفيين احدي الوسائل المهمة جدا للتواصل بين القادة والمجتمع، كما ان وجود الناطق الإعلامي او المتحدث الرسمي نيابة عن القائد او المؤسسة هو طريقة فعالة لإرسال الرسائل.

التواصل المقرؤ؛ نشر خطة العمل للقادة او برنامج الوزارة او المؤسسة وتوزيعه في شكل مطبوعات وتحويل مصفوفاته الزمنية وجداوله إلى بروشرات ومطبقات والخ، تمثل وسيلة تواصل مهمة. نفتقد تماما لمعرفة ماهي برامج الحكومة وقاداتها ووزاراتها ومؤسساتها، الجماهير لا تعلم اي معلومة عن ذلك، ولا تصلها رسالة من المسؤلين، وبالتالي لا تشارك في البرامج عبر إبداء الرأي والملاحظات. نعيش في واقع بلا معلومات، وهو واقع غير صحي وغير فعال ولا يقود إلى النجاح.

التواصل المسموع والمرئي؛ يتم ارسال الرسائل فيه عبر الندوات، المنتديات، والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، وهي من أهم وسائل التواصل مع الجماهير.

كلما أستخدم القادة عددا أكبر من هذه الوسائل كلما استطاعوا إيصال رسالتهم إلى عدد أكبر من الجماهير، وكلما زادوا من وسائل استقبال التغذية الراجعة وقاموا بتحليلها وتقييم خطتهم وبرنامجهم وتعديلها بناءا علي رأي الجماهير وملاحظاتهم كلما اقتربوا أكثر من نبض الجماهير وأصبحوا أكثر تمثيلا لهم، وهذا بالضبط ما سيقود الى نجاح القائد في العمل العام وارتفاع أسهمه في نظر الجماهير. 

sondy25@gmail.com