▪️ السودان وطن مبتلي بحكامه وقراراتهم الغريبة،اصابته لعنة اﻷفغان العرب في مطلع الثمانينات بعد إنتهاء الحرب الضروس بين اﻹسلامين والروس علي ارض افغانستان فأستقبل السودان بعضا من المجاهدين العائدين من هناك بموافقة حكومة البشير ومباركة الترابي يومها فاستقر علي ارض السودان العشرات بل والمئات من اﻷفغان العرب بمافيهم الشيخ اسامة بن لادن زعييم تنظيم القاعدة ، وقد نجد لحكومة البشير والترابي عذرا ، حيث هناك مايجمع بين توجه حكومة البشير وجماعة المجاهدين ، ولكن أن تفاجئنا الحكومة اﻹنتقالية بقيادة البرهان ومجلسه السيادي وحمدوك ومجلس وزرائه بقرار استضافة السودان للهاربين من وطنهم من اﻷفغان فذلك ما لا يعقل ولايقبل ابدا ولعدة اسباب قوية ولايمكن لحكومتنا تجاوزها :-
- اولا افغانستان دولة اقاصي قارة اسيا والسودان في قارة افريقيا ، فالمعقول ان يستضيف السودان جيرانه في حالة حدوث حروب او نكبات ، كما هو حادث اﻵن باستضافته لﻷجئين من اثيوبيا وتشاد واريترياوجنوب السودان .
*ثانيا:- يعاني الشعب السودان اﻵن من ضعف خدماته الضرورية ولا تتوفر اهم مقومات الحياة وعلي رأسها وفرة الخبز والكهرباء والماء والدواء والمواصلات فلايعقل أن تقبل حكومته باستضافة المزيد من الﻷجئين فتزيد من معاناة شعبها بدلا من سعيها لمعالجة تلك المعاناة.
*ثالثا:- لا يمكن لحكومة جاءت بها اهم ثورات الشعوب أن تلوث تاريخ ثورتها ووجه وطنها بقبول استضافة من اطلق عليهم العالم اسم (عملاء امريكا اﻷفغان) فإذا كانت الثورة قد جاءت ﻹقتلاع العملاء وتأسيس وطن كامل اﻹرادة قوي القرار ، فكيف لحكومة البرهان وحمدوك أن تقبل بأستضافة العملاء اﻷفغان (كما اطلق عليهم ) ؟
▪️الحكمة مطلوبة وأن اظهرت امريكا ودول اوربا الكثير من الحوافز والمغريات للدول التي تتبرع بأستضافة اﻷفغان الهاربين من وطنهم ، والقرارات اﻹرتجالية وخيمة العواقب لا ينبغي أن تتخذ دون دراسة أو قراءة للواقع ، فنحن وطن يعاني من صراع اﻹثنيات واشتباكات القبائل منذ عقود رغم وجود آصرة الدم والكثير من المشتركات فكيف نزيد لتنوعنا عنصرا جديدا لا تجمعنا أي علاقة؟؟
▪️علي الحكومة السودانية أن تكون شجاعة لتصدر بيانا واضحا تشرح فيه اﻷسباب والدوافع التي جعلتها تندفع نحو القبول باستضافة اﻷفغان علي ارض السودان ، ربما يجد الشعب معلومة غائبة عنه جعلت حكومته مضطرة للموافقة علي إستضافة اﻷفغان ،ﻵن استضافة اﻷفغان ليست كما إستضافة الجيران .