برك زبيدة بنيت قبل أكثر من ١٣٠٠ سنة، ومازالت منذ ذلك التاريخ تمتلئ كل سنة بالمياه، وتبقى كل فصل الصيف يسقي منها أهل البادية.
وبدأت قصة إنشاء هذه البرك على طريق زبيدة كما يرويها المؤرخون في عام 800م، عندما شارفت زوجة هارون الرشيد زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصورعلى الهلاك، وهي في طريقها لأداء مناسك الحج، ونذرت على نفسها ألا يعاني الحجاج بعد ذلك من العطش، وهم في طريقهم إلى الحج.
أنشأت الطريق من الكوفة عبر أشد المناطق شحًا بالمياه، وأصبح الطريق مفخرة هندسية لتأمين المياه للحجاج من خلال بناء شبكة هائلة من خزانات المياه، تبدأ من الكوفة مرورًا بالحدود الشمالية من السعودية، ثم حائل فالقصيم، ثم يميل الطريق إلى جهة الجنوب الغربي، شاقًا الصحراء إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة.
وتتوزع على طول الطريق المعروف بـ”درب زبيدة” الآبار وخزانات المياه، حيث وضعت على مصاب الأودية، وتجمعات مياه الأمطار، ومصادر المياه القليلة آنذاك حتى أن المياه كانت تبقى داخلها عامًا كاملًا في بعض المواقع.
تقدر المسافة بين كل بركة وأخرى 30 كيلومترًا، وبعض هذه البرك ظل يستخدم في حفظ الماء من قبل أبناء البادية، وكانت الجمال تعبر من نقطة توقف إلى أخرى للتزود بالمياه.
كما توج الطريق بنظام رائع من قنوات المياه خارج مكة المكرمة لتأمين المياه خلال فترة الحج، كما زود الطريق بخزانات للمياه عُرفت باسم «البرك»، وذلك خلال عدة قرون، ولا يزال بعض هذه البرك باقياً إلى اليوم، إذ يستفيد منها البدو للشرب ولسقيا مواشيهم، كما تنهل منها الطيور المهاجرة في رحلاتها الطويلة.