بعض قراء التحرير يتسآءلون عن سبب شح كتاباتي!
فأقول لهم انا لم ولن اعتزل الكتابه، بل اكتب خواطري ومذكراتي بصورة راتبه ولم تنضب أفكاري ولم يجف مدادي، لأن الكتابة اصبحت زادي ومتنفسي. – لهم التحيه والتقدير-.
لكني في حالة ذهول ودهشه ، وحيرة وربما في حالة إحباط من الوضع الراهن والمزاج العام لوطني. عندما أقف متأملة متفكره ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير.
اتأمل في ثروات السودان الطبيعيه الزراعيه، منها والحيوانيه والمناخ والموارد المعتدده من المياه العذبه والمعادن النفيسه والطاقه الشمسيه والبترول والطاقه البشريه الجباره ( التي اثبتت نفسها أينما ذهبت وحلت ) كما تغنى فناننا الخالد العطبراوي.. أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا. ورغم هذا الثراء الطبيعي والعطاء الرباني الغير محدود.. إلا اننا نعاني الفقر المدقع والمسغبة الناتجه عن سوء إدارة الموارد. حتى جعلت إنسان هذه البلده الطيبه يعيش المتناقضات الغريبه بشتى صورها. مياة جاريه حد الفيضان. وعطش في بعض المناطق وجفاف أرهق الإنسان والحيوان.
وشمس ساطعة في معظم ارجائه بينما نعاني من انقطاع شبه دائم للكهرباء ومن السهل إنتاج الطاقه الشمسيه.
وجوف الأرض يعج بالمعادن النفيسه وعلى ظاهرها فقراء حد العوذ والحاجة. ولا يستطيعون لها نقبا إلا من يمتلك نفوذا ينفذ به إلى باطنها وصحاريها وجبل عامرها. تلك ثلة مستقوية استطاعت ان تمتلك نفائس الأرض بوضع اليد. فنقول تبت يدا كل مغتصب لحق الشعب.
والحياة اصبحت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
واتسآل ماذا دهانا ؟ ماذا اصابنا بعد ثورتنا العظيمة التي بهرت العالم بقوتها ونضجها ؟؟؟ ثم ماذا بعد الثورة؟ هل فعلا استطعنا العبور؟ . ام انه حلم تبدد عندما لاح الصباح! . وآمال عراض تبخرت بمجرد ان وضعت المظاهرات عنتها ورهقها وودعت شهدائها وسكت غرودة الكنداكات. مال هذه الفوضى العارمه تضرب بأطنابها في كل مرفق من مرافق الدوله؟لماذا هذا التدني في الأداء؟ لماذا جاءت الحكومه دون مستوي الثورة ؟ لماذا التباطوء في إنفاذ بعض الملفات الحساسه؟ لماذا إرجاء بعض المؤسسات الدستوريه التي قد تكون سند ورافعة للحكومه لتنفيذ القرارات التي أصبحت عالقه منذ بزوغ شمس الحريه؟ ولا نجد إجابة شافيه مقنعة. بل نسمع وعود وابرام اتفاقيات ومنح ولا تغيير ملحوظ في أرض الواقع.
ربما يقول البعض ان اهل السودان يجيدون النقد الهدام و جلد الذات.
ولكن من لا يعرف مكامن ضعفه فانىّ له ان يستقيم ويقوى ؟
سودانا بلد حباه الله بهبات قلما توجد في اقطار أخرى.
الأرض البكر الخصبة والمياة الجاريه والشمس المشرقة . وجميع مقومات الحياة الكريمة التي تجعل إنسان هذه الأرض كريم الخصال متسامح مع نفسه والآخرين مجتهد ومجد يفلح أرضه ويكسب رزقه ليكرم نفسه ويوفر قوته ويساعد في عجلة الإنتاج. وهذا كله لا يتاتى إلا بمساعدة الحكومه واهتمامها بالقوى البشريه.
ولكن عندما نرى الفديوهات الصادمة التي توضح الظواهر السالبه ومستوى الفوضى وعدم الأمان من فئات لا تساوي جناح بعوضه، وللأسف استفحلت (عرفت بما يسمى عصابة النقرز،) تستغرب اي عصابة تلك؟! واي نقرز؟ . تلك شرذمة كالكلاب الضاله المتشرده.. رثه الثياب… ضعيفه البنيه. لا تمتلك حتى مقومات ما يكسبها عبارة عصابه.. لا سيارات مصفحة ولا اسلحه ناريه!! فكيف لجهاز شرطة مزود بكامل العتاد والعدة ان يقف حائرا أمام تلك الرجرجه والسوقه ؟
سؤال يحير كل ذي لب
أين وزير الداخلية من كل هذه المهزله والهمجيه المفتعلة. الفوضى المقننه ؟؟
اما آن الأوان له ان يحسم هذا العبث او يحزم امتعته ويستقيل ؟ اذا كان جهاز شرطته الذي أنفق عليه السودان والشعب دم قلبه لا يستطيع أن يردع مثل هؤلاء الشرذمه فعلى الدنيا السلام. ولكن يبدو أن هذه مهزلة مصطنعة .
أما ان يكون جهاز الشرطه متواطئا معها لترهيب المواطنين وبث الرعب والذعر فيهم لكي يظهروا للشعب ضعف الحكومه وعدم سيطرتها لبسط الأمن وإثارة المخاوف والفتن.
وإما ان يكون وراء هذه المجموعة نفر من الإنقاذ وفي كلا الحالتين ضعف واضح وصارخ في
داء للحكومه الراهنه..
و من المفارقات بلد لا يستطيع توفير الأمن والأمان لأهله يريد ان يستقطب الآخرين
وكيف للاستثمار ان يحل ضيفا في بقعة تكثر فيها الجريمه ويشعر الفرد فيها بالخوف وعدم الأمان والاطمئنان. ؟
وهناك متناقضات أخرى كثيرة في بلادي سوف نفرد لها مساحة في مقال آخر بإذن الله مهما كانت قتامتها.
مسقط
سلطنة عمان
الثامن من سبتمبر ٢٠٢١
.
الاستاذه القديرة المفوهة اسيا المدني
ها قد عدتي والعود أحمد ،،،،
فهنيئا لنا بارتشاف حلو الكلمات بعد طول غياب وهذا الغياب الذي كانت له مبرراته القوية وها انتي الان تعودين وبصورة اقوى وامتن لا اقول من ذي قبل ولكن بنفس الوتيرة الاقوى وان كانت هذه المرة بقوة ..
والسبب سيدتي لا يخفى على الجميع …فكل حادب على وطنه وغيور على مكتسباته لابد ان يوجه سهام كنانه الى مواضع الالام …وها قد لامست هذه المرة الجرح النازف الذي يزيد الاوجاع والويلات في جسد السوداني المنهك اصلا ثلاثة عقود ونيف …فكان حريا به ان يستريح قليلا من وعثاء وعناء ما انهكته من ازمات ….وبعد ذهاب العلة استبشر الشعب والمواطن المغلوب على امره كثيرا ولكنه اصيب بخيبة امل اكثر واكثر بسبب بقايا النظام السابق الذي يحول دون تقدم الوطن من كل النواحي صحيا وتعليميا واجتماعيا ….
وها انتي تضعين مبضع الجراح على اماكن الجرح النازف …
لله درك ايتها الاديبة الحادبة على مصلحة الوطن دوما
عثمان شريف
سلطنة غمان
مسقط
٨ سبتمبر ٢٠٢١ م