حذر خبراء من تفاقم ظاهرة إنتشار المخدرات بصورة مروعة وسط شريحة الشباب ووقوفها وراء عمليات الإنفلات الأمني الذي تشهده احياء العاصمة وقال يونس يحي زكريا عضو سابق بشرطة مكافحة المخدرات أن الوضع الحالي يتجاوز مقدرات الأجهزة الأمنية نتيجة الازدياد الكبير في انتشار المخدرات ودخول انواع جديدة منها لسوق الادمان بأقلّ تكلفة واسرع في الإستخدام مشيراً أن دخول الشباب في عالم الادمان تؤكده حالة الفوضى الامنية التي تشهدها البلاد وانتشار ظاهرة العصابات المتفلتة والتي تقوم بعملياتها الاجرامية تحت تاثير المخدرات واشار زكريا لعدم اهتمام الحكومة الانتقالية لهذه الظاهرة على النحو المطلوب باعتبارأن تاثير المخدرات على المجتمع لايفوت على أحد ووصفها بانها (حرباً باردة ) تقف ورائها دولاً ومنظمات عالمية تقصد تدمير المجتمعات المتماسكة وقال أنها الحرب المشتعلة حالياً بكل شبر في السودان ويبدوا مظهرها واضحاً في الميادين العامة مشيراً الى أن تعاطي الحشيش قرب بائعة الشاي بشارع النيل وغيرها من الميادين باتت ظاهرة لاتجد النقد وقال أن اولئك الشباب يقدمون شكلاً قبيحاً للحرية واضاف رئيس جمعية (صحفيون ضد الجريمة ) الدكتور طارق عبدالله أن ظاهرة انتشار المخدرات مهدد للامن القومي بعد أن نجحت عصابات تهريب المخدرات في استخدام الطائرات والمطارات الخاصة في نقل المخدرات مشيراً الى أن عمليات تهريب المخدرات تجد حماية باعلى مستوياتها وأن عصاباتها ازدادت منعة وقوة وأن الحكومة الانتقالية تسببت في تفاقم هذه الظاهرة بالتقليل من العقوبات التي تحد من تجارة المخدرات وقال عبدالله (أن بعض التجار تتم محاكمتهم امام محاكم النظام العام بغرامات مالية وهي عقوبات مخففة ) بجانب عدم وجود مراكز لعلاج وتاهيل المدمنين وعدم الاستفادة من المناهج التربوية للتوعية باضرار المخدرات مشيراً أن الطريقة المثلى لمكافحة المخدرات أن تكون موجودة ولكن لاتجد سوقاً رائجة وهو السبيل الوحيد لوقف هذا النوع من التجارة وقال ذلك لايتم الا عن طريق التوعية والتاهيل والاهتمام وهي ادوات مفقودة لذلك تفاقمت الظاهرة وتعددت انواع المخدرات لتغزو البيوت واشار ألى أن المجتمع ساهم في تلك الزيادة بقبول المدمن واطلاق النكات والقصص المشجعة على تعاطي المخدرات وإعتبارها جزءاً من الحريات الشخصية مشدداً على أن المفهوم الخاطئ للحرية والذي انتشر عقب ثورة ديسمبر بمعنى (الاباحية ) ستتضرر منه الاسر قبل الوطن