▪️لم يهنأ السودان باﻹستقرار الكامل منذ استقلاله ، ﻷن ثقافةإنتزاع الحقوق ورفع الظلم تسلك طريق التمرد وترويع الناس واﻹضرار بالمصلحة العامة والتمرد هو طريق ابتدعه المثقفون قبل الرجرجة والدهماء وعامة الناس ، وتلك سمة من سمات فشل النخب السودانية عبر تاريخها الطويل والذي يتجاهل تماماالمصلحة العامةللوطن ولايلتفت لﻷضرار التي تلحق بالمواطنين في كل ارجاء البلاد.
▪️ تمرد في شرق السودان وقطع للطريق القومي الرابط بين الموانئ وبقية أجزاء الوطن.. تمرد بالشمال ، تمرد بولاية نهر النيل والتهديد بقطع طريق التحدي ،تمرد في البطانة وقطع الطريق الرابط بين ولايات القضارف وكسلا بولايات السودان اﻷخري، تمرد في كردفات وتهديد بقطع الطريق ومنع ضخ البترول ،تمرد في دارفور ، وكلها تؤكد بأن اﻷمر يتجاوز استرداد الحقوق ورفع الظلم ليتجه نحو اﻹبتزاز الواضح واﻹنقلاب علي نظام الدولة وتهديد الحكومة اﻹنتقالية.
▪️ هناك عدة اسئلة تفرض نفسها بقوة ، اولها كيف دخلت البلاد في حلقات من التمرد والخروج علي الدولة علي نحو يوحي بالتنسيق والترتيب؟
ثم كيف تستطيع الحكومة مواجهة مثل هكذا تمرد ؟ وإذا سلمنا جدلا بإستجابة الحكومة لمطالب الناظر ترك فكيف تستجيب لبقية الجهات المتمردة ؟ علي الرغم من ان مطالب ترك تجاوزت كل الحدودوقفزت ﻹلغاء الثورة نفسها بالتخلص من وجود المدنيين في السلطة ومطالبته بمجلس عسكري انتقالي.
▪️ولعل مايقف وراء ظهور تلك الحاﻻت الشاذة من التمرد هي ضبابية التنسيق الكامل بين المكون العسكري والمدني للحكومة اﻹنتقالية ، وهي حالة يشعر بها العامة حيث تبدو الحكومة اﻹنتقالية أحيانا بملامح اقرب لحكومة اﻹنقاذ ، واحيانا تظهر عليها ملامح الثورة ورغبتها في التغيير وتأسيس دولة العدل والمساواة .
▪️هناك ثمة تقاطعات للمصالح هي التي تصنع التمرد هنا وهناك ، مصالح افراد ، واحزاب ، وفلول ، واجهزة مخابرات لدول عربية شقيقة. وهي التي توفر الدعم والسند والتشجيع ، وهي التي لم تترك للمتمردين خيار الضغط بطرق سلمية كثيرة ومتاحة.
▪️لن تنجح الثورة طالما أن ثقافة السياسين والوطنين مشوهة ، إذ لايعقل ابدا أن يتمرد السودانيون ضد وطنهم بقطع الطرق القومية وتعطيل حركة الحياة واﻷضرار بمصالحهم ومصالح كل الشعب السوداني.