الخرطوم – التحرير:
أبدى الاتحاد العام للصحافيين السودانيين أسفه على احتجاز السلطات المصرية الكاتب الصحافي بصحيفة الانتباهة الطاهر ساتي بمطار القاهرة، وإبعاده صباح أمس إلى الخرطوم عبر أديس أبابا.
وندد الاتحاد في بيان له بما وصفه “بالإجراءات التعسفية للسلطات المصرية، والمعاملة غير اللائقة التي وجدها ساتي خلال فترة احتجازه”، ولفت البيان إلى مساعي التوافق على ميثاق شرف أخلاقي يحتكم إليه الإعلام السوداني المصري الذي تمخض عن اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين وزيري خارجية البلدين الأسبوع الماضي، واستنكر ما اسماه بالإجراءات التي تدفع إلى نقل العلاقات في اتجاه معاكس للمواقف المعلنة من قيادتي البلدين.
ودعا الاتحاد الحكومة السودانية إلى القيام بواجبها في حماية مواطنيها إزاء محاولات السلطات المصرية استخدامهم في تصفية حساباتها المدّعاة مع الخرطوم بحسب ما جاء في البيان، وطالب الحكومة باتخاذ ما يلزم من إجراءات ومواقف تتناسب مع ما يتعرض له الصحافيون السودانيون من استفزازات مصرية وصفها بغير المبررة، وكان رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي قد استقبل الطاهر في مهبط الطائرة بمطار الخرطوم.
فيما قالت شبكة الصحافيين السودانيين في بيان لها إنها “ظلت تراقب تطور الموقف عن كثب منذ لحظة علمها منع السلطات المصرية الكاتب الصحافي الطاهر ساتي دخول أراضيها، وإعادته قسراً إلى الخرطوم”.
وأدانت الشبكة إبعاد السلطات المصرية ساتي، وطالبتها بأن تفرق بين الأنظمة والشعوب بوصفها الأبقى، والأنظمة إلى زوال. ولفتت الشبكة إلى أن الحكومة المصرية تقع في خطأ فادح إن اختارت طريق معاداة الشعوب، وقال: “إن حقائق التاريخ تؤكد أن يد الشعب السوداني كانت دائماً سباقة تقيل مصر من عثراتها، وتاريخ مصر يحفظ ذلك”.
وطالبت الشبكة السلطات المصرية بمراجعة سياستها تجاه الصحافيين والإعلاميين السودانيين، منوهة بأن “سياسة التشدد ليست في صالح الأوضاع المحتقنة”، ومؤكدة “أن الأوضاع الاستثنائية ليست من مصلحة البلدين”.
وأثار إبعاد السلطات المصرية الطاهر استياءً واسعاً بين الصحافيين السودانيين، وبين المتابعين للأحداث في وسائل التواصل الاجتماعي، التي ظلت محتقنة منذ فترة عقب زيارة الشيخة موزا السودان، وجولتها في المناطق السياحية.
ويرى الصحافي حسن بركية ضرورة ألا يكون الصحافيون ضحايا تدهور العلاقات بين البلدين، وقال في حديث لـ(التحرير)، “في تقديري هو صراع أنظمة وليس صراع شعوب، وبناءً على ذلك نصنف الصحافيين من القطاعات الشعبية”، مبدياً استنكاره لما تعرض له ساتي من السلطات المصرية في مطار القاهرة.
فيما وصف الصحافي مجاهد عبد الله منع الصحافيين من دخول أي بلد بالأمر المشين، وقال الصحافيين ليسوا أجهزة مخابرات، وإنما لهم آراء معلنة للرأي العام، وهي مكفولة بالمواثيق الدولية.
وقال عبد الله لـ(التحرير)، “إن ما حدث لا يشبه الدولة المصرية بوصفها دولة عريقة، ويشين إلى سمعة الحكومة والشعب المصري”، وأشار إلى أن “الحادثة ليست من مصلحة البلدين، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة شدة العداوات من قبل الإعلام السوداني، و تزيد توتر العلاقات”، ودعا الإعلاميين في البلدين إلى “القيام بعمل مشترك لمعالجة هذا الأمر، ومنع الحكومتين من التدخل في حرية الصحافيين”.