يرى مراقبون أن الوضع على الأرض يشير إلى أن شرق السودان الان بات خارج سيطرة حكومة المركز، وأغلق البجا الشرق تماماً بما في ذلك الطرق والموانئ وغاب اي وجود حكومي رسمي بينما تزيد معدلات التوتر وبحسب الخبراء و المراقبون فإن الحكومة تضع قناعاً جاذباً في لعبة سياسية سيئة النتائج، حيث أشارت المعلومات إلى الجيش لا يؤيد دعوة قحت لمواجهة التصعيد الثوري في الشرق بالعنف والقمع، ويقول مراقبون ان قيادات بقحت تبدو متعطشة للدماء وهي تدعو القوات النظامية للذهاب فوراً إلى الشرق والتعامل مع الاحتجاجات بالقوة.
مراقبة لصيقة
ويقول الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي ان المجتمع الدولي يراقب الوضع باهتمام وعن كثب ليعرف مآلات التحركات في الشرق ورد فعل حكومة المركز حيالها .
وأشار الطاهر إلى أن مايجري في شرق البلاد تطورات خطيرة سببها إهمال المركز لسماع أصوات الشرق وقال إن الأحداث أن تتطور بناءً على تجارب شبيهة في السودان وفي الإقليم و العالم.
ويقول الخبير الاستراتيجي مجذوب ابوعائشة المتخصص في قضايا شرق السودان ان البجا منحوا الحكومة مهلة كافية للعدول عن مسار الشرق في اتفاق جوبا وفتح منبر يستوعب قضاياهم وقال إن التطورات على الأرض يمكن أن تتحول الى عدة سيناريوهات ومراحل. وفي هذه الحالة ، يكون على الأرجح أن يستمر تصعيد البجا من أجل الحفاظ على السيطرة على الطرق ، وشل حركة ونقل البضائع. وبالتجارب الشبيه أنه بالإضافة إلى إغلاق الطرق ، يقوم المتظاهرون عادةً بإغلاق المقار والمباني المحلية الحكومية ونتيجة لذلك ، يتم إنشاء حكومة موازية للمركز الاتحادي.
وقال أبو عائشة من هنا تنتقل مرحلة الاحتجاجات منطقيًا إلى المرحلة التالية. وهذا على الأرجح لأننا اليوم نرى عجز السلطات عن التفاوض وتلبية مطالب المحتجين .
ويؤكد أبو عائشة أن احتمال بدء المرحلة الثانية من الاحتجاجات بات قريباً من خلال معطيات الأرض ورجح انه ربما ام حشد مجموعات قبلية لمواجهة هجوم محتمل من قبل القوات الحكومية وقال أبو عائشة في حديث له انه لا يمكن استبعاد خيار الحل بالقوة. ولذلك يعمل البجا لتفادي وقوع إصابات في صفوف المدنيين وقال ان تجربة السنوات الأخيرة أنه خلال مثل هذه الأحداث ، يتم حشد الصحفيين واللافتات والمدونين كمشاركين وهذا يسمح ببث المعلومات مباشرة ومنع الاستفزازات. وقال من المهم أن يسمح وجود وسائل الإعلام بتغطية واسعة النطاق في البلاد والعالم لتعكس حقيقة الوضع.
ويقول مراقبون وخبزاء انه يلاحظ انه في أحداث مماثلة في عدد من البلدان ، يقوم المحتجون في سياق حماية ظهرهم بإقامة علاقات دبلوماسية مع مناطق ودول حدودية أخرى للحصول على المساعدة والدعم الممكنين وقالوا ان شرق السودان منطقة واعدة وقابلة للتنمية والاستثمار والأطماع لذلك ، يمكن تنفيذ هذه المرحلة من تطور الأحداث بدرجة عالية سيما مع وجود توترات مع الجيران الأقرب للمنطقة المهمة حيث الموانئ.
وقال الدكتور الطاهر محمد صالح ان الوضع بالنسبة للحكومة ، يزداد سوءاً كل يوم من خلال التعقيد في الملف وعدم الرغبة من المكون المدني في الحوار الجاد وقال يمكن للشرق أن ينظم فورًا استفتاء حول استقلال وتقرير مصير المنطقة لتصير (دولة البحر الأحمر) وتتم دعوة مراقبين دوليين لإضفاء الشرعية على الحدث وأشار إلى حدث كهذا لن يكون من الممكن تجاهله، وقال لانستبعد كل هذه السيناريوهات فقد حدثت في بلدان عديدة وفي السودان نفسه وقال إن عدد من قيادات البجا وعلى رآسهم ترك نفسه لوحوا بهذا الخيار وقال يبقى السؤال الأساسي هو ما إذا كان المتظاهرون يستخدمون تجارب الدول الأخرى أم أن لديهم طريقتهم الخاصة؟
وقال الطاهر سيتعين على حمدوك إما أن يفعل شيئًا لإنقاذ الوضع او يتقدم باستقالته وقال يجب الاعتراف بأن الوقت والفرص قد ضاعت ولا حل الا بقبول شروط ومطالب البجا وأضاف هذا هو الأرجح في ظل المعطيات الراهنة وقال الطاهر يجدر بالحكومة في المركز تقديم تنازلات حقيقية من أجل الحفاظ على وحدة السودان.