أطلق الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، رسائل ساخنة بالأمس تجاه الشريك المكون المدني، قال المدنيين نحن من منحناهم القوة ويتحدثون عن قوة وانقلاب عليهم وأكد لن نصمت بعد اليوم وسنقول كل شيء الأخطر قال لن تجلس معهم على طاولة بعد اليوم مالم يتم وفاق وطني.
انتقادات حادة
وانتقد النائب الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو، الترويج بأن العسكريين يريدون الانقلاب على السلطة، وقال إن الانقلاب يستهدف العسكريين، واعتبر الحديث عن دعم السيولة الأمنية لتسهيل الانقلاب “نفاق”.
ونفى دقلو أن يكون مسعى العسكريين الانقلاب على السلطة عبر السيولة الأمنية، وقال: “الناس ديل بقولوا إنو العسكريين بدعموا السيولة الأمنية عشان تسهل ليهم الانقلابات، دا كلام ما صحيح.. ياخي دا نفاق”.
وأكد أن هنالك ترويجاً بأننا نسعى لعمل انقلاب، وقال: “الانقلاب مستهدفنا نحنا ديل.. هم بمشوا السجون لكن نحنا بنمشي المقابر.. يا وديناهم المقابر يا ودونا المقابر مافي غير دا في الانقلابات”، مشدداً على أن المحاولة الانقلابية فجر الثلاثاء الماضي كانت مكتملة الأركان، مشيراً إلى أن الترويج بوقوف العسكريين وراء الانقلاب محاولة لاستعطاف الشعب السوداني والمجتمع الدولي.
منتقداً الحديث عن أن العسكريين خصموا من الرصيد السياسي للمدنيين في السلطة، وأقسم أنه لن يجلس معهم في اجتماع إلا بالوفاق، وقال: “قالوا نحن خصمنا من رصيدهم السياسي.. إنت القوة لقيتها من وين؟.. القوة دي ما اديناك ليها نحنا ديل.. نحن من منحناهم القوة.. لكن أثبتنا أننا غفرا”، وتساءل: “معقول إنت زول حاميه يجي يقول ليك نحن خصمنا من رصيده السياسي، يعني نحنا نكرة؟، والله تاني ما نقعد معاه في تربيزة واحدة تاني.. إلا بالوفاق”، وأضاف “في وفاق نقعد معاه ما مشكلة من عفا وأصلح فأجره على الله، لكن مافي وفاق والله تاني في تربيزة واحدة ما نقعد والتبقى تبقى.. والتمطر حصى بدل مطر الليلة قبل بكرة”.
وأكد دقلو أنهم تحملوا الكثير في سبيل الإصلاح، وقال: “ياخي نحنا مصارينها دي اتهردت صبرنا قلنا بتتصلح.. صبرنا.. صبرنا.. نصبر لي متين؟ ما نقول كلمة الحق يا جماعة؟”.
وأفاد أنهم عاهدوا الله من أول يوم بأن نوصل الشعب السوداني للديمقراطية، لجهة أن الحكومات العسكرية لم تأت بنتيجة للسودان وأسهمت في تعطيل التنمية.
وأشار دقلو، إلى أنه لا يمكن توزيع الاتهام بالفلول على الجميع، وقال: “محل تهبش يقول ليك ديل فلول، إدارات أهلية، طرق صوفية، أحزاب سياسية.. كله فلول.. طيب انت داير تحكم منو؟، مشيراً إلى أن الإدارات الأهلية منذ القدم “بتركب مع أي سرج.. جا برهان جا حمدوك بمشوا أمورهم.. تبع الموجة”، منتقداً إطلاق الاتهامات واستهداف الجميع، مضيفاً “بتحكم منو إنت؟”.
وحث السودانيين على حراسة الثورة، وقال: “
والله نحنا ذاتنا ما بنتحمل بعد دا”، وأضاف أنه واجه الجميع بأنه لا يمكن التهديد بالشارع، وتابع “قلنا ليهم قبل كدا في التربيزة وكلهم موجودين ما بتهددونا بالشارع.. نحن عندنا شارع.. الجيش دا خلوه الجيش دا حقهم هم.. بعد دا نحن الشارع ما بتهددونا بيه، طلعوا شارع نحنا نطلع الشارع.. تاني لعب مافي.. تاني ما بنرجع لي وراء”، وقال: “نحنا عشان لبسنا الكاكي ما بشر؟ ولا مقطوعين من شجرة؟ ولا ما عندنا أهل؟ ولا ما سودانيين؟ كدي بعد دا نشوف الكلام دا.. بعد دا ما نلبس كاكي بنجيكم بي جلابية وقميص كت ونباري الناس ديل.. نخلي الكاكي دا العساكر كتار غيرنا”، مضيفاً “يا أخوانا الكلام دا عيب والحل واحد هو الوفاق”.
وأشار إلى أن كل الانتقادات التي وُجهت للعسكريين بسبب طلبنا الوفاق، وأنه أكدنا على عدم عودة المؤتمر الوطني بالمشاركة في الحكومة الانتقالية والانتخابات المقبلة، وأضاف “لكن ما ذنب الأحزاب الأخرى”.
وأكد دقلو أن البلاد تمضي للخلف، وقال: “البلد ما ماشة لي قدام.. مافي زول بهددنا بالمجتمع الدولي، والمجتمع الدولي عندنا معاه كلام”، وطالب المجتمع الدولي بتوضيحات في حال كان داعماً لأحزاب معينة أم أنه داعم للشعب السوداني”.
وأفاد قائد قوات الدعم السريع، إلى أنهم طالبوا قبل عام بالتواضع على قوانين تمنع “التروس” وإغلاق الطرق تعبيراً عن الاحتجاج، وقال: “لا فرق بين إغلاق شارع الستين والعقبة”، مشيراً إلى تسليمهم وزارة العدل قانوناً يمنع إغلاق الطرق في الاحتجاجات، وقال: “هذه سُنة سنوها هم.. نحنا ما سنيناها”، موضحاً أن القانون ينظم حق التظاهر، وأضاف “الديمقراطية ما فوضى”، وأوضحنا أن القانون يمكن نسخه من الدول الأوروبية وأمريكا.
تمظهرات الأزمة
ويرى الخبراء أن تصريحات النائب الأول تكشف عن تمظهرات الازمة بين الشريكين وقال الدكتور الطاهر محمد صالح الخبير والمحلل السياسي من الواضح أن العلاقة مع المكون المدني لن تعود كما كانت وسوف يحدث تغيير في الأشخاص والسياسات وقال هذا الأمر يتضح من تصريحات النائب الأول وتصريحات البرهان كذلك مشيراً إلى أن وراءذلك جملة من الأسباب على رأسها استهداف المكون الشريك والذي كان له الدور الأكبر في التغيير وقال إن هنالك أسباب اخري مثل الاحتقان السياسي واقصاء مكونات فاعلة شريكة وفاعلة في الثورة والحراك والتغيير واضاف الطاهر في حديث صحفي أن المكون المدني اخفق في ادارة العمل السياسي والتنفيذي ويتحمل المسؤولية وقال لا بد من تغيير ووفاق وطني حقيقي والا ستصل البلاد الي طريق مسدود ونوه بأن المكون العسكري يقع عليه الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد لأنه تصدى للتغيير ولابد ان يقوم بدوره وأشار إلى أن البديل للوفاق والاتفاق هو الإنتخابات التي تحسم الجدل وترجع السلطة إلى الشعب.