قوى الحرية والتغيير عليها ان تستثمر عودتها الراهنة إلى حضن الجماهير، وان تكفر عن اخطائها التي ابعدتها عن الجماهير، وأهمها: أنشغالها بالمحاصصات ووظائف الحكم، وضعف منتوج حكومتها في قطاع الخدمات.
المطلوب ان تطلق قوى الحرية والتغيير/ قوى الإعلان السياسي حملة ( كلنا ثوار ) لبناء وتمتين جسور التواصل مع الثوار على الارض، فهم حماتها ودرعها وحماة المدنية، وهذا يتأتى بعقد لقاءات متعددة ومستمرة مع جميع قطاعات الثورة، من أجل استطلاع آراء الناس حول القطاعات التي يعملون فيها وآفاق تطويرها وتفعيلها، لقاءات راتبة تقوم بها قيادات وكوادر قحت تمتزج فيها بالناس في كل المؤسسات وكل الأماكن وكل الولايات وتستمع إلى شكواهم وحلولهم، ستحدث فرقا كبيرا.
هناك حاجة كذلك لتوسيع قاعدة التنفيذيين داخل قحت، وهذا يتطلب خلق مؤسسات عريضة ومتنوعة ومتشابكة، قحت لم تعد تنظيما معارضا يكفيه أن يجتمع في الشهر مرة او اثنين ويكفيه ان يعمل بكوادر الصف الأول والثاني فقط، بل هي تنظيم حاكم الان، والحكم عملية مستمرة تحسب بالثانية والدقيقة، وتتطلب ان تكون قحت في حالة عمل مستمر واجتماع دائم، تصريف شئون البلد ومتابعة التطورات داخليا وخارجيا الصغيرة والكبيرة ليست عملية سهلة ولا يستطيع تغطيتها مجلس مركزي او مجلس قيادي بل تحتاج لمؤسسة هرمية تتسع من الأعلى نحو الاسفل حتى تكون قاعدتها كل جماهير البلد، هذه الطريقة في بناء الترابط العضوي مع المواطنين سوف تخلق حركة إنتاج رهيبة ستقفز بالوطن إلى الأمام. هناك الكثير جدا من العمل الذي ينتظر قحت، لم يعد هناك وقت لكي يقضيه رؤساء وكوادر قحت في الميديا وشرب الشاي، الوقت للعمل.
ينطبق ذلك على مجلس الوزراء، لا يستطيع الوزراء لوحدهم ان ينجزوا المطلوب، يحتاجون لمساعدات ضخمة من الكفاءات والجماهير، وعليهم المبادرة بفتح النوافذ من أجل أن تصلهم هذه الكوادر والجماهير و (تشيل معهم الشيلة)، المطلوب منهم صناعة آليات عمل، مؤسسات، وسائل إنتاج، فرص، تعامل ابتكاري غير تقليدي من أجل أحداث اختراق في الواقع المليء بالفشل. الوزير الفاشل هو الذي يكون محور كل شيء في الوزارة وكل الصلاحيات بيديه، بينما الوزير الناجح هو الذي يصنع حوله المؤسسات ويمنحها الصلاحيات، بحيث تتقاطع المؤسسات وتتداخل وتتسع وتتمرحل الادوار داخلها من الوزير حتى رجل الشارع العادي.
المجلس السيادي عليه أن يكون مجلسا سياديا بالفعل، يقود البلاد ويمثل مركز الحكمة وضبط النفس. القوات المسلحة معروفة بأنها قليلة الكلام وشعارها الشهير يقول (البيان بالعمل)، مطلوب من الجيش والدعم السريع والشرطة والامن ان يقدموا البيان بالعمل في اداء دورهم وان يكفوا عن الحديث كالسياسيين، الواقع الأمني سيء لدرجة الكوارث، عليهم ان يبحثوا عميقا في الأسباب والحلول، وينصرفوا عن ممارسة السياسة إلى ممارسة دورهم الطبيعي والطليعي في حماية الأرض والعرض والوطن، وجودهم اليوم شركاء في الانتقال مرحلة مؤقتة، سيعودون بعدها لثغورهم حماة للوطن والديمقراطية، لذلك مطلوب من قيادات الأجهزة العسكرية ان لا تتعامل كالسياسيين، فالسياسة لا تتماشى مع العسكرية، والعسكري لا يحتمل السياسة، وإذا مارس قادة الجيش السياسة فسوف تتسلل السياسة إلى داخل الجيش كنتيجة طبيعية للمواقف السياسية التي يقفها القادة، وهذا قد يضر بالعقيدة العسكرية وبالمرحلة الانتقالية ومستقبل البلد.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com