أبرز تقرير نشره موقع ديلي نيوز عن أجواء مؤثرة ومشاهد تخللتها الدموع ناقش قسم الشريعة والقانون بكلية الإمام الهادي البحث المقدم لنيل درجة البكالوريوس من الطالبة أنفال معتصم سيف الدين محمد عبدالله، بعنوان ” الجرائم ضد الإنسانية في القانون الجنائي الدولي- بالتطبيق على فض إعتصام القيادة العامة*”.
وقررت الكلية منح البحث درجة الامتياز
لما له من قيمة كبيرة، ودور فعال تجاه القضايا المجتمعية، وما قدمه من توصيات عملية.
وعقدت جلسة المناقشة للطالبة أنفال، وهي شقيقة الشهيد برعي “مؤذن إعتصام القيادة” بحضور د. بخيتة الهادي رئيس مجلس أمناء كلية الإمام الهادي، د. عبدالجليل حسن عبد الجليل نائب عميد الكلية، ود. المسلمي الكباشي رئيس قسم الشريعة والقانون مشرف البحث، إضافة لأسرة الطالبة وممثلة أسر الشهداء.
وقالت الطالبة انفال في تقديمها لبحثها:
” في ديسمبر 2018 كانت معركتنا من أجل حريتنا.. أقف أمامكم لأحكي قصة شعب يشاركها الآلاف من الرجال والنساء الذين غادروا مدارسهم ومنازلهم وأعمالهم اليومية للتوجه إلى الشوارع لمواجهة الرصاص والغاز المسيل للدموع.
وقالت إنها تناولت خلال البحث نموذجا حيا وواقعا وهو فض اعتصام القيادة العامة في العام 2019.
وأبانت انها تحدثت في ثلاثة فصول عن الجرائم ضد الإنسانية واختصاصات المحكمة الجنائية الدولية بالإضافة إلى فض الاعتصام.
وشرحت انها قدمت توصيات من ضمنها ضرورة وضع حد للجرائم ضد الانسانية، وضرورة وضع حد التسليح في السودان باعتبار واحدا من العوامل التي تؤجج العنف في البلاد.
وأشارت إلى وقوع جرائم العنف الجنسي والاختفاء القسري وهو ما يتطلب تحقيق المساءلة عن آلاف الجرائم التي تمت قبل وأثناء الثورة وبعدها، “وهو أقل ما يمكن تقديمه وفاء للشهداء”.
وشملت التوصيات ضرورة سعي المحكمة الجنائية الدولية لبسط وفرض هيبتها لمنع ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والقبض على من ارتكبوا الجرائم في دارفور وفض الاعتصام،
وتكوين الية قومية لتعويض من ارتكبت في حقهم الجرائم وتسهيل وتسريع الإجراءات القانونية وعدم المماطلة في المحاكمات وتنفيذ العقوبات.
في كلمتها خلال جلسة المناقشة وصفت د. بخيتة الهادي البحث بالقيم، والذي تناول قضية في غاية الاهمية.
وقالت إن البحث رجع بالذاكرة والتاريخ لأكثر من خمسين عاما، فما حدث بالقيادة العامة هو نفس ما حدث في مجزرة الجزيرة أبا حيث كان أول إعتصام سلمي.
وتناولت د. بخيتة المجاهدات التي تمت من أجل السودان والحرية والسلام والعدالة في القيادة العامة والتي كانت امتدادا لكرري وأم دبيكرات وشيكان، وهو ما يؤكد أن الشعب السوداني معلم في الحرية والنضال والاستشهاد، وأضافت أن أبناءنا أحيوا هذا التاريخ العظيم والمبادئ والقيم المورثة أبا عن جد.
واعتبرت البحث نقطة بداية الي انطلاقة يسهم فيها الجميع للتوثيق للمجازر التي شهدها السودان والتي لم تتم فيها محاكمات حتى الآن.
وأكدت د. بخيتة أهمية تكوين لجنة قانونية من خريجي كلية الإمام الهادي مساهمة من الكلية في دعم التحقيقات حول أحداث فض إعتصام القيادة العامة.
وقالت ان الجميع الآن في مفترق طرق والتحديات الكثيرة “لكن سوف نستمر من اجل تحقيق العدالة”.
وتكفلت رئيس مجلس الأمناء بنفقات الدراسات العليا لمقدمة البحث الطالبة أنفال