دخل اعتصام القصر الجمهوري يومه الثالث للمطالبة بحل الحكومة وإستعادة الثورة وتوسيع دائرة المشاركة. وتزايدت الأعداد بصورة كبيرة مساء أمس وصباح اليوم مع تكفل زعماء القبائل والإدارات الأهلية بتوفير الوجبات للمعتصمين. حيث تبارى الزعماء في التبرع بمئات الخراف والإبل والأبقار مع توفر المياه وخيام الإعتصام. وحفلت منصة الاعتصام بخطابات ساخنة لوزير المالية جبريل إبراهيم ورئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود. كما برزت عدة مناشط ترفيهية واحتفالية وجدت القبول من المعتصمين.
وقال وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم أن بعض الجهات نعتت الحراك الأخير بـ (الفلول). وقال جبريل في مخاطبة جماهيرية من منصة الإعتصام: (بينما كنا نقاتل النظام السابق ونسكن الأحراش ونفقد أشقائنا و أهلنا و نشّرد ونسجّن، كان الذين ينعتوننا بالفلول ينعمون بحياة رخية في الخرطوم و يتاجرون مع المؤتمر الوطني ويجمعون المعلومات لصلاح قوش). وأضاف جبريل: (لن يزايد أحد على ما قدمنا من تضحيات في سبيل هذا البلد. لن نسعى لإنقلاب عسكري، ولن نسمح لفئة صغيرة بإختطاف الثورة، وسنذهب للإنتخابات رغم أنف من يتخوف منها).
من جانبه قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود أن الفترة الإنتقالية يجب أن لا تزيد يوماً واحداً وعلى الشعب أن يمضي نحو الإنتخابات ليختار من يحكمه. واضاف لدى مخاطبته للمعتصمين أمام القصر الجمهوري بالخرطوم أنه حتى نصل إلى الإنتخابات يجب أن نحترم الشراكة بشكل واضح وصريح. وإتهم داؤود بعض مكونات الحكومة بحديثهم وكأنهم ناشطين. وقال هناك فرق بين أن تكون ناشطاً وبين أن تكون مسؤولاً تمثل كل جموع السودان. وتساءل داؤود بأن الوثيقة الدستورية نصت فقط على إقصاء المؤتمر الوطني ولكن أين بقية الأحزاب من المشهد السياسي وأين منظمات المجتمع المدني وأين الشرائح الضعيفة من الشعب السوداني. واكد داؤود عدم قبولهم بأية مساومة حتى تعود الحاكمية للشعب السوداني.
وفي تطور جديد للأحداث تمدد الإعتصام حتى لامس أسوار مجلس الوزراء ووصل في الجهة الجنوبية إلى شارع الجمهورية مع تزايد الأعداد بصورة مستمرة. وكشفت المتابعات أن الإعتصام سيستمر لأيام دون عقبات إلى حين تحقيق المطالب مع تواصل الهتافات المطالبة بحل الحكومة الحالية وتعيين حكومة كفاءات. ورصدت عدسات المصورين أعداد كبيرة من الشباب وهم يشاركون في النشاطات بساحة الإعتصام إلى جانب ظهور أعداد مقدرة من رجالات الإدارة الأهلية.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن السودان على أعتاب مرحلة جديدة ربما غيرت المشهد بأكمله وسط هذا المد والتأييد الشعبي الكبير لمجموعة ميثاق التوافق الوطني التي طرحت برنامجاً نموذجياً لامس أشواق ومطالب السودانيين بتوسيع قاعدة المشاركة وتوفير مستلزمات الحياة ووضع خطط وبرامج لمحاصرة موجة الغلاء وتحسين الخدمات إلى جانب تحقيق السلام والتوافق الوطني.