▪️عندما يغيب الحكماء يتسيد الموقف الرجرجة والدهماء وفي غياب الكبار يسيطر اﻹنفعال ليكون قريبا من ادوات الحريق ( البنزين وعود الثقاب ) ، فلايعقل ابدا ان ينتهي الخلاف إلي المواجهة في الشوارع والطرقات وان ينتظر البرهان وحميدتي وحمدوك والاطراف المتصارعة في المكونين المدني والعسكري اﻹنتصار علي خصومهم بإستخدام الشارع وتحشيد انصارهم ،فتلك جريمةمتعمدة وخطأ لايغتفر.
▪️ المؤسف حقا ان يسقط وطن جميل مثل السودان تحت قبضة قادة يظهرون عجزهم عن الحسم ويمتنعون عن الجلوس معا لمواجهة قضايا لا تحتمل التأخير او التأجيل او التجاهل
لماذا يمتنع البرهان او حميدتي او حمدوك عن مقابلة بعضهم واﻹسراع لمنع الصدام؟
فلا يمنع اللقاء إﻻ الطمع في اﻹنفراد بالسلطة وإكمال السيطرة واﻹستغناء عن الطرف اﻵخر ، ومن كان فهمه للقيادة وحكم البلاد بهذا المستوي لايستحق القيادة ﻷنه اقل من قامة هذا الوطن ولايستحق ان يقود هذا الشعب العظيم.
▪️من اخطر الجرائم التي ترتكب اﻵن الزج بالقوات المسلحة في صراعات السياسية واطماع الحكم ، كما أنه من اعظم الجرائم ايضا ان يزرع في اذهان البسطاء مواجهة ضد جيشهم ، وكل ذلك يحدث اﻵن بسبب اﻷطماع الشخصية وجهل القيادات التي تتصدر الموقف.
▪️الوضع الراهن في السودان يحدث عن اختراق واضح وغياب كامل لحب الوطن في قلوب من يديرون البلاد ويتصدرون النشاط السياسي ، والخلل الذي نعاني منه اﻵن ربما نتج عن ضعف في نصوص الوثيقة الدستورية وأخطاء فيما اسموه اتفاقية جوبا للسلام والتي سمحت بدخول قوات الحركات المسلحة قبل تنفيذ برنامج الدمج والتسريح وتسليم اسلحتها للقوات المسلحة ، مع التراخي في معالجة خلايا النظام السابق وعناصره المسلحة والمدربة ، وكل تلك الجهات متغلغلة وسط الحشود وموجودة كجزء من مواجهة الشارع وصراعه.
▪️هناك ساعات تفصل بين استقرار السودان وانزلاقه في مواجهات لاتحمد عقباها ، وإذا كان البرهان أو حمدوك أو حميدتي رجال علي قدر قامة هذا الوطن لسارعوا اﻵن وفورا إلي انهاء القطيعة بين المكونيين وعقد اجتماع مشترك بين المجلسين وعلي وجه السرعة والتنازل عن صغائر اﻹنفعالات الشخصية واﻹنتصار لصالح السودان وشعبه. فليس مقبولا ان تحول الخلافات الشخصية دون حماية السودان من اﻹنهيار .
كلهم يسرعون إلي اﻹنتصار لكرامتهم الشخصية ومعاقبة اﻵخرين ولا يهمهم السودان وامنه واستقراره ﻷنهم لاينتصرون لوطنهم..
ونخشي أن يكون رد من يقرأ هذه السطور (لقد اسمعت إذ ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ).