يبدو أن العديد من الدول الصديقة باتت أكثر اشفاقاً على السودان ووحدته أكثر من أحزابه والأفراد التي تتصارع على حكمه وتستنصر بالخارج في مقابل توسيع الخلافات وقد كانت التدخلات الأمريكية والغربية واضحة في المشهد الانتقالي بالبلاد تدخلات حسب خبراء لصالح أجندة ليس للسودان فيها مصلحة، بالأمس حذرت روسيا من مخطط لتقسيم البلاد وأرسلت رسائل لأمريكا بعدم التدخل في السودان.
وقف التدخل
وأكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية ، أن موسكو تدعو إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وأن تدرك الدول الضالعة في ذلك مسؤوليتها عن مثل هذه الممارسات.
وقالت: “ننطلق من فرضية أنه من الضروري وقف أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد وكذلك في الدول الأخرى. يجب على الشعب السوداني أن يقرر مصيره بنفسه. هذا هو مبدأنا الأساسي تجاه هذا البلد والدول الأخرى.
هذا المبدأ مبني على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ونتوقع من كل من يحاول مقاومة هذا المبدأ أن يدرك بالكامل المسؤولية عن مصير دولة وشعب السودان. هم يعتزمون إعادة التشكيل وفقا لأنماطهم الخاصة”.
وأشارت إلى أن “عدداً من اللاعبين الخارجيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، قرروا أنه سيكون من الأفضل للسودانيين العيش في دولتين مختلفتين… بدأت حملة للتدخل الخارجي، وفرضت مقاربات حول هذه القضية أو تلك، كيف ينظم السودانيون الديمقراطية بالمعنى الغربي للكلمة”، وتابعت: “هناك نتيجة للبنية التقليدية للمجتمع السوداني الآن تحت ضغط خطير
تأكيدات
وأكد عدد من الخبراء صحة حديث الخارجية الروسية مشيرين إلى أن هنالك مهددات ومخاوف حقيقية من تقسيم السودان وأشار الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي والاكاديمي إلى الايدي الخارجية تتحرك في هذا الاتجاه وبالطبع على رأسها أمريكا والتي يصنفها الكثيرين بأنها محور الشر الذي يعمل على اخضاع العالم لسطوته وسلطته والتحكم في الأنظمة لنهب ثروات الشعوب وقال عادل يجب أن ننتبه إلى ذلك جيداً قبل فوات الأوان وحتى لانندم..
نصيحة ومخطط
بدوره يرى الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي ان روسيا قدمت نصيحة غالية للسودانيين المتصارعين على السلطة ووجهت رسائل وتحذيرات لواشنطن من التمادي في التدخل وحشر انفها في الشأن الداخلي للسودان وبقية الدول في المنطقة وأضاف الطاهر ان روسيا دولة صديقة وليس لها أطماع وليست دولة استعمارية وساعدت شعوب العالم الثالث ولفت الطاهر إلى أن مخطط تقسيم السودان مخطط غربي قديم وصعد الآن إلى السطح بقوة من واقع السيولة السياسية وحالة الارتباك في البلاد وقال نحن بحاجة لتدارك الأمر والاستماع لنصائح الأصدقاء قبل أن يلتهمنا ويمزقنا الأعداء وزاد ان السودان يحتاج إلى التوافق السياسي وتوسيع دائرة المشاركة في القرار والرؤية لمستقبل البلاد من كل السودانيين مشيراً إلى البديل لذلك التمزق وتنفيذ المخططات الغربية.