قبل دقائق فرغ عبد الفتاح البرهان من تلاوة بيان انقلابه، كما كان متوقعاً فقد استخدم التمسك بمبادئ ثورة ديسمبر شماعة وذريعة لمنح نفسه جميع سلطات رئاسة الدولة والحكومة والتشريع بعد أن حل مجلسي السيادة والوزراء وعزل ولاة الأقاليم، وأخطر ما في الأمر انه أعلن كما فعل عمر البشير في أيامه الأخيرة حالة الطوارئ العامة، وهذا ما يعطيه ذريعة لضرب الحراك الرافض لانقلابه الذي نفذه باسم تصحيح مسار الثورة كأنه يملك تفويضاً بذلك.
وهكذا أدخل البرهان البلاد في دوامة قد يشوبها كثير من العنف الذي كانت تجلياته الاعتداء على وزير شؤون الرئاسة خالد عمر عند اعتقاله، واختطاف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزوجته، وهو يراهن قطعا على سند من شركاء الدم لتنفيذ مخطط تنصيب نفسه رئيسا منفردا بكل الصلاحيات تحقيقا للرؤيا المنامية لوالده، كما قال في اول مقابلة له مع الصحفي ضياء بلال.
الشعب الذي اسقط نظام عمر البشير المسنود بتنظيم سياسي وبالمال والسلاح ثم اسقط عوض ابن عوف خلال 24 ساعة وهو ما اعطى البرهان فرصة الصعود، قادر على دحر البرهان وسيبوء حتما بالخسران.