أي كارثة وأي كابوس استيقظ عليه شعبنا اليوم… و أي صباح كالح هذا….
يستلب العسكر بغبائهم بهاء إشراقه وسحائب القهر تغطي سماء الوطن.. ومشاعر الغضب.. تملأ النفوس… لقد سئمنا جهالة العسكر وضيق أفق جنرال يظن أنه سيلعب على عقولنا وسيبيع لنا التآمر والارتزاق في قوالب الزيف المبطن بدعاوى باطلة عن الدفاع عن مصالحنا…
وتناسى عقله القاصر بأننا في أقل من يومين قد خرجنا هادرين نبعث رسالة تحلق في الأفاق بأننا من غير المدنية لا نريد صراطا وليس لدينا قبلة سواها.
سيسجل التاريخ أنه يوم لم يتعلم فيه العسكر وسعوا بكل جهدهم ان يقودوا خطوات شعبنا للوراء…لكن خاب سعيهم.. وكتبوا نهايتهم وحتفهم بأيديهم.
وسيسجل التاريخ أنه يوم كالح السواد في تاريخ شعبنا.. ولكنه سوادا من شدة عتمته ظهر وتألق.. بريق نجومه.. وتجمعت خطوط ضيائه لتنير الطريق..
سيسجل التاريخ أن شعبنا لم يسقط فريسة الإحباط وجلد الذات.. بل جعل من غضبه حبلا يربط القوى الثورة سويا… ومنارا لقوى الثورة تتعلم منه مجاهل الطريق وتستهدي به لتستعجل الخطى نحو سدرة منتهاها.
لا ننكر مصيبتنا في مغامرة العسكر الطائشة هذه… ولكن نقول بكل ثقة رب ضارة نافعه…
رب ضارة قد جمعت أعداء شعبنا وخفافيش الظلام في كفة.. ووضعت جموع شعبنا في كفة أخرى.
رب ضارة نافعه لتذكر الشرفاء بأنهم في موقف النضال سويا عدوكم واحد وهدفكم واحد..
رب ضارة نافعة لتذكر الشرفاء بأن ينتهوا من معارك التشظي والتخوين وأن يضعوا أياديهم مكان قلوبهم وأن يترجموا ذلك تكاتفا وتعاضدا في حب الوطن.
أحبتي
نعم رب ضارة نافعة فما تأرجح طريقنا إلا بسبب تحالفنا مع العسكر والفلول فمنا من رأى في ذلك خيانة يجب تجنبها وفينا من رأى ضرورة وحكمة تستند على توازن القوى…. فتشتتنا وتفرقنا فما إختلفنا وضعفت قوى الثورة الا بسببهم… فرب ضارة جعلتهم في قارب الخزي والخذلان.. وفتحت الباب لأن تعود مودتنا و تصبح قوى الثوره في مركب الشرفاء وبناء الوطن…
رب ضارة.. من عظمة نفعها ان جعلت المفاسد وجراثيم الخيانة والإرتزاق في كفة واحدة مما يجعل معركتنا ستكون واحده.. حاسمة وشاملة لا تبقي ولا تذر من زبانية الشر وأعداء الوطن….
….. لا إحباط…بل النظر لحالنا بواقعية وجلد… إنه هو طريق الثورة المتعرج هبوطا وعلوا ولكن لا تراجع..
ونحن في قاعه اليوم فلنجعل من غضبنا طاقة للإاطلاق..
ومن قهرنا جسورا للتواصل مع الشرفاء..
ومن تاريخنا وإيماننا بشعبنا منارا للتغيير..
ومن تجربتنا المريرة درسا نعيد به بناء طريق الثورة وصياغة تحالفاتنا بثقة وقلوب مشرعة بحب الوطن.
فإن فعلنا فإننا حتما لمنتصرون نستهدي بكتاب الثورة نسطر فيه واجبنا ويقرأ كل منا فروضه.
إن النضال في محراب الثورة فرض عين وجب على كل منا…. كل فصيل من أحزابنا وشعبنا..
فعلى أحزابنا فروضها فعليها..
اولا أن تجلس مع بعضها وتتذكر ان العدو واحد وان ما يجمعها اليوم لا يعلى عليه.
ثانيا ان تخط تحالفا جديدا مدنيا كامل الدسم وتفرد فيه مساحة للشباب وكنداكات بلادي
ثالثا. أن يجلسوا مع منظمات المجتمع المدني من نقابات ومنظماته.. ورسم طريق الثوره وخطى العصيان والإتفاق على توحيد القنوات مع دقة التنظيم والتنفيذ
رابعا ان تبدأ حملات التوعية وأن ينزلوا لقواعدهم في الأحياء والمدن تواصلا وتنظيما وترتيبا.
على أبناء شعبنا فروض يجب الا نصليها قصرا..
اولا علينا تكوين لجان تسيير نقاباتنا.. والإلتفات حول الموجود منها واكمالها بالشرفاء.. والتنظيم لخطوات العصيان والإضراب
ثانيا ان ترتب لجان الأحياء قواعدها وأن تواصل تشبيكها مع بقية الفروع تنسيقا وترتيبا للحراك.
ثالثا تفعيل منظمات المجتمع المدني وتحريك طاقاتها وعلاقاتها العالميه في دعم خطى الثوره
إن فروض قوى الثورة خارج الوطن لا تقل أهمية… لها مهام وعليها ثلاثة محاور اساسيه يجب الترتيب والإسراع بإنفاذها.
المحور الاول خلق جبهة عريضة للضغط من المنظمات العالمية والحكومات الرافضة للانقلابات العسكرية والداعمة للحريات وحقوق الإنسان.
المحور الثاني هو الاعلام وضرورة التوثيق والمتابعة لفضح الانقلاب ونضالات شعبنا للعالم
المحور الثالث الدعم المالي لقوى الثورة وتوفير احتياجاتها وذلك بتنشيط صناديق دعم الثورة وحملات النشطاء ومبادراتهم..
أحبتي.. إن العسكر وما شايعهم يعلمون ضعفهم مقارنة بشعبنا وجبروته ولذلك سيعتمدون على عاملين في نجاحهم الأول هو خلق بذور الفتنه والتنازع بين قوى الثوره والثاني الاعتماد على الزمن وإطالة فترة النضال حتى يصيب الشرفاء الإرهاق والإحباط. لذا علينا ان الا نفتح الباب لجرثومة التشظي والإنقسام وأن ننظم جهدنا ليكون الإضراب والعصيان المدني سلاحنا الفاعل والبتار فكلما اجدنا الترتيب والاعداد ولم نستعجل كلما كان ناجعا ومؤثرا..ولن تطول زمن معركتنا…
إننا اذا توحدنا وبدأنا معاركنا السلميه المجربه فإننا حتما سنقفز بخطى الثوره خطوات باهرات تتجاوز قوى الإفك وتجعلنا على مشارف أحلامنا وأحلام الوطن..
وإننا اذا وضعنا نصب أعيننا بأننا نحن التغيير… ولو توحدنا على ذلك.. حتما.. لن يوقفنا خائن أو عميل…وحتما سنزين التاريخ بفخرنا وانتصارنا. وستصبح تجارب الانقلاب مجرد ذكرى تجاوزناها وصنعنا من جهدها أوسمه على جبين شعبنا ومستقبلا مضيئاً بدولة العدل والمواطنة…. الثورة مستمرة.
فقوموا لثورتكم يرحمكم الله.
مجدي إسحق