حنانيك يا رباه فإن الوطن الحزين ريثما يتنسم عطر الحرية فترة من الزمن إلا ويقفز عسكري متجاوزاً مهمته ليعتدي على كرسي حكم وطن شعبه يؤمن بمدنية الحكم ليعيده إلى الوراء دكتاتورية وتخلفاً وفقرا ..فبالله عليكم كيف لمجلس عسكري تربطه وثيقة دستورية مع المكون المدني وحاضنة الحكومة الانتقالية قوى الحرية والتغيير ولا علاقة له بالسياسة والاقتصاد وإدارة الدولة أن يخونها بانقلاب عليها ويجهز على ثورة أضاءت بنورها سماء الوطن المظلم بفساد حكم الانقاذ الفاسد وكانت ثمرتها أيقونات الحرية والعدل والسلام..
وكيف يهون لهم عديمي الرحمة ذبح ثورة مثالية وليدة نضال وتضحية الشباب والكنداكات والشعب السوداني الأبي ذبحاً من الوريد إلى الوريد بلا رحمة ولا شفقة وقد صنعوها بالجود بأرواحهم ودمائهم..بل كيف تجرأت قلوبهم العصية القاسية بهدر دماء الشهداء وجراح المناضلين وكرامة وعزة أسر المفقودين في اعتصام مشهود اغترفوا بتعالٍِ وعنف فضه بغلظة وجبروت وبلا إنسانية وجندلوا في ساحته المباركة الشباب السوداني الغض البطل وتم فيه انتهاك عروض وشرف المناضلات من فتيات الوطن العفيفيات..
والأقسى من ذلك كله التجميد والتعطيل المقصود للمادة 16 من الوثيقة الدستورية، التي بموجبها يسترد الشهداء والجرحي والمفقودون حقهم الشرعي من المجرمين الذين لم يرعوا فيهم إنسانية ولا رأفة..
إن الانقضاض الآثم على الثورة خيانة عظمى للوطن ولشعبه والشباب والكنداكات الذين بذلوا من أجلها الغالي والنفيس من الأنفس والأرواح.
ستنال يا وطني حريتك من العسكر السالبين لها إن طال الزمن أم قصر طالما شعبك قادر على نيل شرف الشهادة والتضحية مهما طغى وتجبّر الطغاة والمتهورون.. وسيندم كل من قام بتأييد هذا الانقلاب الذي حرم الوطن وشعبه من نسيم الحرية والعدالة والسلام عندما تظهر لهم على واقعهم الهوان والذل وطغيان وجبروت العسكر وليس بغريب ما عانوه في حكم الانقاذ الظالم الفاسد..