(جماعتك ظهروا تاني)..! إنها القائمة المعروفة من لاعقي الأحذية من الصحفيين والإعلاميين الذين لا يستطيعون أن يتنفسوا في مناخ نظيف.. وقد جُبلوا على تكرّف الهواء في البيئات الوخيمة الموبوءة.. ولا يحبون أن يعملوا إلا تحت رعاية من يستخدمونهم بكشكشة الدراهم..!! ومع هؤلاء الإعلاميين بعض الرمم من ذوي التأهيل الناقص الذين يظهرون في القنوات بصفتهم (خبراء استراتيجيين) وهم يدافعون عن الانقلاب.. وكانت الإنقاذ قد ألبستهم زياً نظامياً وجعلت منهم عقداء ولواءات وهم صفحة من الجهل تعرض نفسها على القنوات المحلية والعالمية ويعجب الناس ويقولون: هل هؤلاء فعلاً من السودان بلد الحصافة والأدب والاتزان والمعرفة..!!
لقد خرجت شراذم الإعلاميين الآن تعمل تحت إمرة الانقلاب حيث وجدت التلفزيون فارغاً فجلست على شاشته بلا خجل، ولم تفعل جديداً غير أنها أعادت تسجيل نفسها في قائمة الخزي والعار..! إنهم يمتدحون أبطالهم الانقلابيين ويزينّون الانقلاب ويستخفون بعقول الناس كما يحاول البرهان وجماعته..ومن طبائع الأشياء أن من البشر من يظن أن كل الناس على مستوى فهمه وتفكيره وأنه يستطيع إقناعهم بما يقول كما اقتنع هو (بما يعوس) ..ومن ليس في يده غير مطرقة يظن أن كل ما حوله مسامير..!!
هل رأيت هذا التضليل (وهو في الحقيقة فعلٌ له صفة أخرى أقذر من التضليل) الذي تمارسه هذه الشرذمة من الإعلاميين والصحفيين والنظاميين السابقين الذين يأتمرون بأمر الفلول؟ وهل رأيت ذلك الشيخ الكئيب الذي لا يخجل أن يقدم نفسه على انه (خبير عسكري استراتيجي) وهو من بقايا رميم الإنقاذ..؟! رجل كئيب ممرور تضيق طاقته النفسية عن احتمال الحق والخير..بائس المظهر والمخبر بسبب ما يعتمل في جوفه ونفسه الصغيرة من عُصارات المهانة وقلة القيمة.. وطبعاً هو (نموذج لخبراء استراتيجيين فلوليين آخرين)..! أرأيت كيف (يلوي بوزه) وهو يدافع عن الذين قتلوا الناس في ميدان الاعتصام ويمتدح للانقلابيين فعلتهم وهو مكفهر الوجه يزم شفتيه وكأنه كاره لنفسه وللدنيا وقد سحب الله من وجهه ماء الحياة..! ألا يخجل هذا الرجل من جلب العار لذويه وأحفاده وهو يدافع عن الباطل أمام شاشات العالم..؟! وحتى عندما سأله المذيع العربي بإشفاق عن شباب قتلوا وأصيبوا برصاص الانقلاب لم يقل عبارة مواساة أو ترحم واحدة.. واستمر في دفاعه عن الانقلاب وفي سب من يتصدون له.. وكأن حرمة الروح ليست مما يشغل باله.. بل اخذ يبرر للانقلابيين ومليشياتهم ضرب أبناء الشعب بالرصاص..!!
حقاً من أين يأتي هؤلاء البشر الذين لا نعرفهم في ساحات الأحياء وملتقيات الأفراح والأتراح بين الآباء الذين يواسون الجراح ويراعون الجيرة ويجعلون من كل ابن ابنهم يتكلفونه بالرعاية والحماية…!! من أين تحصّلت الإنقاذ على هذه (النماذج المسخ) التي على شاكلتها..؟! ومع هذا (الخبير الاستراتيجي) رأينا في قناة أخرى شخصاً بارداً ثقيل الوطأة والظل (من ذات سنخ الفلول وسيماهم) قدّم نفسه بأنه (أستاذ علوم سياسية في الجامعات).. وليته لم يقلها (الله لا كسّبك) حيث أنه بذلك يغلق الباب على كل الباحثين عن وظائف شريفة في المهاجر..! انه يدافع عن الانقلاب والمليشيات بحماسة تنافس (متعصبي برشلونة) ويقول: (لا تغالطوني انأ أستاذ علوم سياسية)..وظلت غمامة الجهالة تحوم حوله بلا انقطاع..!! ما أكبر الخراب الذي صنعته الإنقاذ بالتعليم..!!
الانقلابيون يعتقلون السياسيين والصحفيين والإعلاميين وتجد من يجلس في الصحف والقنوات دفاعاً عن الانقلاب.. ولا يقول كلمة في حق المعتقلين من منازلهم من (زملائه) إذا كان يظن أنه ينتمي فعلاً لهذه المهنة الشريفة..! ومن حكمة الله أن الفلول يعرفون بمن يستعينون من هؤلاء..من واقع علاقاتهم التحتية مع الإنقاذ..ومعهم آخرون من (المعروضين للبيع) وفريق ثالث من الإعلاميين (البايرين) الذين لا يهشون ولا ينشون ولا يقترب منهم احد ولا تقبلهم مؤسسة محترمة.. هؤلاء هم الذين يسايرون ركب الانقلاب ولا نصيب لهم من شرف الوطنية وأمانة المهنة ولا يجدون أنفسهم إلا في هذه المواطن الموبوءة..! الردة مستحيلة.. وهنيئاً للانقلابيين وللمليشيات الدموية بصحفييها وإعلامييها وخبرائها الاستراتيجيين…!!
murtadamore@yahoo.com