من المقرر أن يخرج اليوم الثلاثين أكتوبرالسودانيون في الداخل وفي جميع أنحاء العالم بمختلف توجهاتهم واتجاتهم وجهاتهم في مواكب جماهيرية للتعبير عن رفضهم الإنقلاب الخائن الذي نفذه البرهان مدفوعاً من الفلول والمرتزقة الذين حرضوه وعندما اكتشفوا عزلته الحانقة تركوه يقف وحده ضد الإرادة الشعبية والمحيط العالمي.
لم تتوقف المسيرات الشعبية والمواقف الرافضة للانقلاب الذي هدف لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي والعودة بالسودان للدتاتورية والتسلط والقهر والعنف الذي لن يقهر الارادةالشعبية التي هزمت ديكتاوترية الانقلذ بكل جبروتها وأجهزتها القمعية ومصرة على إسقاط إنقلاب البرهان الذي خان العهد وظن أنه بمنجاة من الحساب.
من محاسن انقلاب البرهان أنه وضع خطاً فاصلاً بين قوى الثورة الشعبية السلمية وبين أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة الذين يرفضون دفع استحقاقات الانتقال المدني الديمقراطي لحماية أنفسهم وسادتهم من المحاسبة القانونية.
لم يعد هناك مجال للمساومة والوساطة مع مطالب الجاهير الثائرة الواضحة الرافضة لكل أنماط الديكتاتورية العسكرية والمدنية وعزمها على نقل رئاسة المجلس السيدي الانتقالي للمدنيين حسب نص الوثيقة الدستورية التي انقلب عليها البرهان، بعيداً كل أشكال التمكين مع كامل الاحترام والتقدير لكل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والقضائية والأمنية التي لابد من تعزيز قوميتها واستقلالها عن الإحزاب والحركات والصراع السياسي على السلطة.
كل المطلوب في هذه المرحلة تحكيم الوثيقة الدستورية والعمل بجدية وحسم لاكمال مهام المرحلة الانتقالية وتحقيق السلام العادل الشامل في كل ربوع السودان ودفع استحقاقات العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين.
كذلك اكمال مؤسسات الحكم الانتقالي وفي مقدمتها المجلس التشريعي الثوري الانتقالي والمفوضيات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية واستمرار عملية تفكيك التمكين الاحادي على مفاصل الدولة والاستمرار في السياسة الخارجية التي أعادت السودان للاسرة الدولية ودفعها نحو مزيد من الانفتاح المتوازن مع العالم.
بقيت كلمة أخيرة نقولها – بعد استرداد الديمقراطية العائدة وراجحة مهما طال السفر – : أجلوا الخلافات الحزبية في هذه المرحلة لحين قيام الحكم المدني الديمقراطي وعلى كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية أداء واجبها المهني لتحقيق تطلعات المواطنين المستحقة في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن المعارك العدمية حول السلطة والمغانم.