حرصت على المشاركة في تظاهرة لندن أمس، بالحضور فقط، إذ أنني أعاني من مشكلة في صوتي منذ فترة ،منعتني من الاطلالة عبر عدد من الفضائيات والاذاعات الدولية ،التي اتصلت،واشكرهم على الاتصال.
التظاهرة الحيوية شارك فيها سودانيو لندن وسودانيون جاءوا من مدن بريطانية عدة الى موقع أمام مبنى رئاسة الحكومة البريطانية في (١٠ داوننغ ستريت).
أسأل الله الشفاء ،ليعود صوتي – كما كان وسيبقى بعون الله- داعما لشعبنا السوداني الرائع، الذي خرج بمواكب باهرة ومدهشة أمس ٣٠ أكتوبر ٢٠٢١، داخل الوطن وفي السودان المهاجر .
شعبنا في السودان والسودان المهاجر قال لا للانقلابيين بقيادة الفريق البرهان ، وبقية المتآمرين الانقلابيين، و قال بالصوت العالي المزلزل نعم للدولة المدنية التي تحترم حقوق الشعب السوداني وتضحياته، في سبيل أن ينعم بمناخ الحرية والكرامة والتنفس الطبيعي.
في نداء وجهته – قبل اعلان بيان الانقلاب بساعات – إلى شعبنا داخل الوطن وفي المهاجر، ونشرته هنا وعبر تويتر ، دعوت الشعب الرائع إلى اسماع صوته الرافض للانقلاب،ثم كتبت مقالا بعنوان (الانقلابيون إلى سقوط..هبة السبت ترسم المشهد..ورسالة إلى الخليج) .
صحيفتا (التحرير الالكترونية و(المدائن) الإلكترونية نشرتا المقال، وسأواصل الكتابة في فيسبوك ، وتويتر وفي الصحيفتين ، فالصحافة الالكترونية تتجاوز وتحطم حواجز الديكتاتورية اليكترونيا، في فضاء إعلامي حر ، لا يسيطر عليه الانقلابيون وأي ديكتاتور، وظالم،كما تفعل الفضائيات.
وفي هذا السياق أشيد بالدور الإعلامي الذي قامت وتقوم به شبكة(الجزيرة الإعلامية)
(الجزيرة ) ببث مباشر لتفاعلات (المليونية) ،وبأداء حيوي لمراسليها المبدعين ،المهنيين، الزملاء أحمد الرهيد واسامة سيد أحمد والطاهر المرضي.
(الجزيرة) سجلت أمس حضورا متفردا ببثها المباشر الذي تواصل سبع ساعات، من مواقع المليونيات ،وما زالت رئة تنفس لشعب السودان،وكانت وما زالت أيضا منبرا مهنيا ، ويصب أداؤها ، رفيع المستوى، لمذيعاتها ومذيعيها، في مجرى إحترام ودعم حقوق الإنسان،اذ لا قيمة لأي عمل إعلامي اذا لم يضع حقوق الإنسان في صلب موجهات الرسالة الإعلامية .
لأن (الجزيرة) تميزت أمس وما زالت متميزة بمواكبة الحدث ميدانيا ، أزف الى ادارتها وصحافييها التحية.
لقطر ،وقيادتها، وشعبها التقدير والمحبة والإحترام ،اذ لا يمكن الفصل بين (الجزيرة) والمناخ الذي تنطلق من أجوائه ،لتحلق في الفضاء المهني الحر، رغم التحديات.
(الجزيرة) تتمتع بهامش حرية واسع بالمقارنة بقنوات عربية أخرى،و عشت في الخليج لأكثر من ثلاثين عاما وأعرف كيف يؤثر الموقف الحكومي على سياسة القنوات الخليجية،ولهذا أحيي (الجزيرة) ودولة قطر .
نسأل الله الرحمة للشهداء، الذين قالوا لا للانقلاب، وسطروا اسماءهم ونضالهم في انصع صفحات التاريخ السوداني.
نسأل الله ان يشفي الجرحى وينصر شعبنا السوداني على الانقلابيين.
أجدد التأكيد أن مليونيات ٣٠ أكتوبر حددت اتجاه البوصلة، وكنت قلت في مقال في ٢٩ أكتوبر ٢٠٢١ ونشرته صحيفتا (التحرير)و(المدائن) أن (هبة السبت ترسم المشهد).
دعوت في المقال إلى تلاحم كل القوى المهنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل الرافضين للظلم والقهر والديكتاتورية الى توحيد الخطى لاسقاط الانقلابيين،وأجدد الدعوة .
مليونيات ٣٠ أكتوبر ٢٠٢١ رسمت بداية طريق الانهيار لخطط الانقلابيين وحلفائهم.
شعبنا صنع أمس وسيصنع بسلميته فجر انتصار جديد بارادته الحرة، وبدعم القوى الدولية والاقليمية المؤمنة بحقوق الانسان وحق شعبنا في تحديد خياراته.
وحدوا الصفوف بعصيان مدني، سلمي، لاطاحة الظالمين،المستبدين.
لندن- ٣١ أكتوبر ٢٠٢١
كما تفضلت اخي محمد فان مليونية 30 أكتوبر فتحت صفحة جديدة في تاريخ الثورة الشبابية التي اعترف بنجاحها الأعداء قبل الأصدقاء .
من ناحية اخرى نجاح مليونية ٣٠ أكتوبر بعثت برسالة واضحة إلى الانقلابيين تفيد بان احلامهم بالاستيلاء على السلطة هي مجرد أحلام يقظة يصعب تحقيقها على ارض الواقع وان المدنيين الذين ناصروهم نهارا جهارا سيذهبون الى مزبلة التاريخ وان التاريخ لن يرحمهم لما سببوه من شق للصف ودعم لقتلة مجرمين تلفون ايديهم بدم شباب كالورد