أخرجت مدن السودان أمس (30 أكتوبر 2021) أثقالها، فصاح برهاميدتي: يا ويلي ما لها؟ فجاءته أخبارها بأن “تسقط بس”، وجميع المؤشرات تفيد بأن برهاميدتي يدرك هشاشة وضعه رغم كل عنترياته خلف الكاميرا والميكروفون، فرغم أنه يحاول ان يعطي الانطباع بأنه مسنود شعبيا في مسعاه لتحقيق حلم والده بأن يصبح في الحكم “وحده لا شريك له”، إلا أن قيامه بقطع الاتصالات بكافة أنواعها يشي بأنه يتذكر أنه “سوّاها” من قبل بعد مجزرة فض الاعتصام، ولكن ذلك لم يمنع ثوار ديسمبر من زلزلة الأرض تحت أقدامه في 30 يونيو 2019، فاضطر مكرها الى قبول الشراكة مع المدنيين، وربما يأمل في أن عامل الزمن كفيل بجعل الرافضين لانقلابه المشؤوم يخففون من معارضتهم له وبمنعهم من التواصل قد لا يتحركوا بفعالية ضد حلمه ومشروعه
ثم كان التسونامي البشري أمس، وخرجت في 12 مدينة وبلدة سودانية و26 مدينة أجنبية مواكب قدرت بي بي سي عدد المشاركين فيها ب5 ملايين بينما قدرتها قناة سكاي نيوز ب4 ملايين، ولو خرج في المواكب عشرة آلاف فقط لكان ذلك صفعة لبرهاميدتي، لأنه فرض حالة الطوارئ في بيان انقلابه الأول، وخروج مواكب رافضة للطوارئ دليل على هشاشة موقف من أصدرها، ولعل برهاميدتي لاحظ ان من خرجوا بالأمس لم يتلقوا حوافز نقدية او حبات الموز ولم يتم ترحيلهم بالحافلات من مكان إلى آخر، ولم تكن هناك وجبات دسمة تنتظرهم، بل قدم لهم برهاميدتي الوجبة التي يتقن تقديمها وهي الرصاص الحي عندما ارسل زبانيته الى بانت والعباسية وشارع الموردة في أم درمان ثم شارع الستين في الخرطوم ليحصدوا الأرواح في اللحظات التي كان فيها معظم المتظاهرين قد بدأوا في العودة الى بيوتهم.
ليس في يد برهاميدتي سلاح غير البندقية، وسيفرط في استخدامها خلال الأيام المقبلة، وعلى الشباب المتوثب للدفاع عن الثورة ان يدرك ان أرواحهم أهم من التروس، وعليهم تشييد التروس ثم الابتعاد عنها تماما كي لا يعطوا الذئاب المسعورة فرصة حصد الأرواح، خاصة وان برهاميدتي أعاد مجرمي هيئة العمليات لأداء الوظيفة (القتل) التي يتقنونها، ومواكب الأمس أفقدت الرجل توازنه وسقوطه وشيك وحتمي ولكن لابد ان يحرص الشباب على عدم جعل ثمن الانتصار على برهاميدتي ومن معه من تتر غاليا كما كان الحال في 2019.