كتب أحدهم أنه لم تمر ساعة في الكون من مشرق يوم أمس إلى مغربه لم تشهد وقفة لشعب السودان في مكان ما ضد الانقلاب العسكري في السودان. قلت هذه هي الجسارة السودانية التي لا تغيب شمسها.
وكتب صديق عن هذا الخروج المنير للحق:
تم دورو إدور
عمّ ونورو شال
فات الحلة نور
زي بدر التمام
ملأت أمس عيوني القديمة بتجل جديد من “قيام الشعب واشرئبابه”، في قول التجاني يوسف بشير، في تظاهرة محرية لنا للحق والله والوطن. ظللت أملأها بعبير النساء والرجال الذين تحسسوا أقدامهم كلما أطل على فجرهم ظالم.
قال صلاح أحمد إبراهيم في ثورة أكتوبر عن غضبتهم: غضبة الهبباي:
هات لي بوقي، هات القرن، اسبقني إلى الساحة
خبر صاحب الحانة أن ينزل لي الراية
فضيفي الشعب، عصر النصر، كل الشعب، والفرحة صهبائي
هات لي قرني واسبقني، وهيئ لي مكان الحفل بالزينة تمتد من بري، ومن توتي، ومن نحو الحماداب لحلفاية
وأدع لي كل بنات الشعب يرقصن كموج النيل، يطلقن الزغاريد، ويسمعن الأغاريد، ويجلون لنا العيد، ويسعدن نداماي
. . . . .
صرعت البغي يا شعبي، لك المجد، فأعداؤك أعدائي
ظللت أعيد أمس النظر كرتين في مشاهد التقاء مسيرة شارع الستين مع مسيرة جبرة والكلاكلات والشجرة والحماداب (حامداب صلاح ذاتها) من جهة ومسيرة شمبات ووسط بحري من جهة أخري. وأكاد أرى ملتقى النيلين، يا سمراء:
وهذا الأزرق العاتي تدفق خالداً حرا
وهذا الأبيض الهادي يضم الأزرق الصدرا
وهذى رقصة الخرطوم يوم النصر يا سمراء
فلا هذي ولا تلك
ولا الدنيا بأجمعها
تساويملتقى النيلين في الخرطوم يا سمراء
كنت أري ملتقى العبقرية الوطنية السودانية تتلألأ في الشوارع التي لا تخون في الخرطوم يا سمراء
أمين في حق الله