يحاول الانقلابيون الهروب إلى الأمام من غضب الجماهير بإعلان حكومة جديدة، بينما هم في الحقيقة يزيدون الوضع تعقيدا عليهم، محاولة تناسي المواكب المليونية التي خرجت يوم السبت هو تأكيد بأن الانقلاييين لم ينقلبوا من أجل الجماهير ولا الشعب وإنما من أجل مصالحهم الذاتية.
قيادات المليشيات والجيش لديهم مصالح تجارية وثروات لا يريدون التنازل عنها، كما انهم يواجهون اخطار المصير المظلم نتيجة أغترافهم لجرائم متعددة في حق الشعب والمتظاهرين، وذهاب السلطة المدنيين يعني محاسبتهم، لذلك جمعوا حولهم عددا من الحركات المسلحة المفتقرة للقراءة السليمة للمستقبل وعددا من التحالفات الباحثة عن الضوء، وبعض الكيانات الجهوية، صعدوا فوق ظهورهم جميعا للانقلاب، وسوف يقلبون لهم ظهر المجن قريبا.
الشارع موقفه واضح، لن يحكمنا العسكر، ولكن الشارع يفتقد في هذه اللحظة للقيادة الملهمة، كان تجمع المهنيين هو القائد في ثورة الشعب ضد البشير، ولكن انقسام تجمع المهنيين، وظهور الأجندة السياسية في هذا الانقسام اضرت بصورة التجمع المستقل ولم يعد قادرا على قيادة الثورة، وهو ما يجعل مكانه شاغرا الان. هل سيتوحد التجمع مجددا لمواجهة هذه المرحلة؟ وهل وحدته كافية لعودته لمكانه السابق في قيادة الثورة؟ هذه أسئلة مهمة ولكنها لا تنفي أن الوحدة مطلوبة وان احتمالية نجاح الوحدة في عودة التجمع لقيادة الشارع لا يمكن نفيها بالاطلاق.
قزى الحرية والتغيير تظل هي القائد السياسي للثورة، وهي تتمتع الان بدعم دولي، لأنها تمثل الوجه السياسي المعروف عالميا للثورة، ولكن دخول هذه القوى في محاصصات السلطة خصم منها الكثير في عيون الجماهير، وليس متوقعا أن يستجيب الشعب لقيادتها للشارع.
عليه فإن لجان المقاومة اذا أحسنت التنظيم يمكنها أن تكون الخيار الأفضل لقيادة الشارع، الوضع أصبح صعبا وهناك هجمة أمنية ضارية على الثوار، لذلك مهم أن تهتم قيادات الشارع بأقصى درجات التأمين.
منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر ومنظمة مصابي ثورة ديسمبر يمكن أن يكونا خيارات داعمة لجسم لجان المقاومة المركزي، اذا تمت بلورته.
السودانيون بالخارج جاهزون لتقديم كل الدعم الممكن لثوار الداخل، المطلوب فقط أن يتم بلورة قيادة ميدانية موحدة وموثوق فيها لكي تقود جداول ومسارات المواكب والمليونيات.
البرهان وحميدتي يقفون على أرض زلقة، والاطاحة بهم سهلة على الثوار إن اجتمعوا على قيادة موحدة موثوقة بصورة سريعة.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com