كان يوم الثلاثين من أكتوبر هذا العام بحق يوم السودان العالمي فقد ظلت المظاهرات الشعبية تخرج في جميع مدن العالم طوال ساعات اليوم معلنة رفضها إنقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وعزمها على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية ونقل السلطة للمدنيين.
خرجت الجماهير الثائرة في كل مدن السودان رغم كل الإجراءات القمعية والأمنية وأسمعت صوتها مجدداً مؤكدة حرصها على حماية ثورتها الشعبية من الإنقلابيين والمتامرين الذين يريدون عرقلة مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
كانت مطالب السودانيين في كل المظاهرات داخل السودان وخارجه تؤكد رفضها للإنقلاب الخائن المعزول داخلياًَ المرفوض من كل المحيط الخارجي وحرصها على استرداد الديمقراطية والانتقال المدني الديمقراطي وفق الوثيقة الدستورية ودفع استحقاقت العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتأمين الحياة الحرة الكريمة.
أكدت الجماهير الثائرة عبر مسيراتها الهادرة تجاوزها كل خلافاتها لنصرة ثورتها وهزيمة أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الانسانية وقد توحدت إرادتها في كل أنحاء العالم وهي تنطلق من منصة سودانية قومية جامعة.
لم نسمع صوتاً نشاذاً يعلن عن مطالب حزبية أو جهوية بل أجمع أهل السودان في الداخل والخارج كعدهم في المحطات التاريخية المشهودة على مواصلة مسيرة ثورة ديسمبر الشعبية لتحقيق سودان المواطنة والديمقراطية والعدالة والكرامة الانسانية.
لامجال بعد الان للمساومات ولا للترضيات الفوقية بعد أن قال الشعب السوداني في الداخل والخارج كلمته مؤكداً أن الردة مستحيلة ولابد من تسليم السلطة للمدنيين على ان يستعجلوا إكمال مؤسسات الحكم وفي مقدمتها قيام المجلس التشريعي الثوري والمفوضيات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية بعيداً عن المعارك المصطنعة بين مكونات الأمة المدنية والعسكرية التي لابد أن تتفرغ جميعها لأداء مهامها في خدمة الشعب بدلاً من الصراع على السلطة المؤقتة.